أما أولئك القاعدون المترددون فقد آن لهم أن يتوبوا إلى الله تعالى توبة صادقة نصوحاً، يغسلون بها وضر الذنب والمعصية، توبة من وصمة القعود خلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقعود خلاف المؤمنين، وأن يكفروا بعمل صالح رشيد فإن الحسنات يذهبن السيئات كما قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:114] ومازالت الكلمات للعلماء والدعاة والخطب والمحاضرات تدندن حول مطلب المشاركة.
يا عباد الله: إن الشريعة ما نزلت لطائفة، ولا خصت بها فئة، بل نزلت لكل الناس قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [مريم:93] {لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً} [مريم:94] {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً} [مريم:95] .
فيا عباد الله إلى متى نقصر مهمتنا على أن نقول: هذا أصاب وهذا أخطأ، دون أن نخمل أنفسنا مسئولية تعزيز الصواب ودعمه وتأييده، بل والتضحية في سبيله، أو مهمة تصحيح الخطأ ورده بالأسلوب المناسب، إنه من أجل هذا وذاك كان هذا العنوان وكانت هذه المحاضرة.