الوقفة الأولى: إن الدنيا لا تصلح مقياساً بحال، فالذي يفقد ماله في سبيل الله هو الغني، والذي يموت في سبيل الله هو الحي، قال تعالى: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169] والذي يذل نفسه لله تعالى هو العزيز، قيل للعز بن عبد السلام: لو قبلت رأس السلطان لربما عفا عنك، فضحك وقال: " يا قوم أنا في وادٍ وأنتم في واد، والله ما أقبل أن يقبل السلطان رأسي، فضلاً عن أن أقبل رأسه" وقيل لـ ابن عباس رضي الله عنه أصابك العمى، فقال: إن يأخذ الله من عيني نورهما ففي لساني وقلبي منهما نور عقلي سديد وعلمي لا خفاء به وفي فمي صارمٌ كالسيف مشهور هذه هي القضية الأولى أن الدنيا لا تصلح مقياساً للربح والخسارة.