معاملة الشيخ للطالب

Q في المقابل بعض المدرسين يشكون من هذه الشكوى ونخشى نحن المدرسين عند إظهار التسامح مع الطلاب والتواضع لهم من ازدرائهم لنا ما الطريقة التي تحفظ لنا وقارنا مع تواضع وتسامح؟

صلى الله عليه وسلم الحقيقة: ربما يكون كثيراً من الإخوة أرسخ مني قدماً في ميدان التعليم ومعايشة الطلاب؛ ولكن ما دام طلب المشاركة فأعتقد -والله أعلم- أن الأستاذ إذا تميز بانضباط الشخصية؛ فإنه يستطيع أن يجمع بين الأمرين، فيتبسط مع الطلاب -مثلاً- في معاملته معهم بصفة فردية في بداية المحاضرة في مشاركتهم إذا كان هناك نشاط أو غير ذلك، ويشعرهم بأنه على قرب منهم، وبحنوه وشفقته عليهم، فإذا جد الجد يكون جاداً بعيداً عن كل ما قد يدعو إلى حدوث فقدان الهيبة، أو فوضى، أو ما شابه ذلك، بحيث يستطيع أن يجمع الجدية في التدريس، وإلقاء الدروس، وتحضير المعلومات وإيصالها إلى أذهان الطلاب، ومحاسبتهم عليها، وبالمقابل يحرص على التلطف مع الطلاب في الأوقات المناسبة لذلك، لكن قد يقول إنسان: إنه لا يستطيع الجمع بين هذين الأمرين، لأنه إن تبسط مع الطلاب فقد هيبته، وتعدى الطلاب حدهم وطورهم في ذلك، فحينئذٍ إن كان الأمر كذلك بالنسبة لبعض الشيوخ، ففي نظري: أن الأولى في هذه الحالة أن يكون جاداً ليحفظ مكانته ويستطيع أن يؤدي مهمته ورسالته، ومن المعلوم أن المصالح إذا تزاحمت، يقدم الأهم فالأهم، وكذلك المفاسد إذا تعارضت يدفع منها الأشد فالأشد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015