Q بناءً على ما قلت عن حقيقة الصراع العجيب بين النصراني والإسلامي من جانب والصراع بين الإسلام والشعب من جانب آخر، فماذا تنصح المسلمين الدعاة منهم، الذين ربما حصل بينهم من خلاف ما يحول بينهم وبين الوحدة والقوة وعدم التفرق؟
صلى الله عليه وسلم الخلاف لا بد منه، لا يوجد أناس هنا وأناس هناك، لكن ينبغي على من وفقه الله تعالى، وفتح له باب الخير وباب الهداية، أن يسعى إلى إصلاح أوضاع المسلمين بقدر ما يستطيع، وأن يترك الاشتغال بالمعارك الجانبية، هب أن إنساناً اشتغل بسبك، وشتمك، وانتقدك، وانتقصك، إن كان ما قاله حقاً فخذ منه، وإن كان ما قاله خطأً لا ترد، حاول ألا تشتغل معه بالرد والأخذ والعطاء والقيل والقال، استمر فيما فتح الله عليك من باب الهداية والدعوة والخير، فدع هذا الإنسان وما هو فيه، قد يصحوا فيما بعد، وإن لم يصح فكلُُ ميسر لما خلق له، هناك أناس مهمتهم إثارة البلبلة والكلام والقيل والقال والتحرش بالآخرين، ولا يجدون لذة إلا في مثل هذا الأمر.