أولاً: التعليم والدعوة

المسلمون في حاجة إلى تعليمهم أمور دينهم، وعقيدتهم، وتصحيح مفاهيمهم، وتعليمهم عباداتهم، ومعاملاتهم، وربطهم بدينهم، وربطهم بالقرآن والسنة، والمنهج الصحيح، وهم أحوج إلى ذلك من حاجتهم إلى الطعام والشراب والهواء، فهناك الحاجة إلى إقامة جامعات، ومراكز ومدارس إسلامية، وخلاوي لتحفيظ القرآن الكريم، والحاجة إلى نشر الكتاب الإسلامي، ونشر الشريط الإسلامي، وترجمة الكتب وطباعتها ونشرها، واستقبال الطلاب المسلمين في الجامعات العربية والإسلامية والمدارس وغيرها، وتكثيف المنح التي تمنح لهم بعثة دعاة إلى كافة أنحاء العالم، وهنا يأتي دور الخريجين، والمتعلمين، والدعاة عامة، وطلبة العلم، والخطباء وسواهم.

لماذا لا ينتدب مجموعة من شبابنا إلى أنحاء العالم ليذهبوا إلى هناك، إن التجار مستعدون أن يساعدوهم ويعطوهم رواتب، يذهبون إلى هناك يعلمون، ويهدون ضالاً، ويدعون كافراً، ويصلحون فاسداً، ويقومون معوجاً وفي الحديث: {ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} أنت هنا مجرد رقم تحضر محاضرة، أو تحضر درساً، لكنك هناك سوف تصبح بإذن الله موجهاً، وداعياً لأمة بأكملها، أو لدولة بأكملها، أو لمدينة بأكملها، فلماذا لا يذهب بعض الشباب، ولو لفترة سنة، أو سنتين إلى هناك؟، إذا قلت لي: لا، أقول لك: لماذا لا تذهب ولو في الإجازة؟ أيها الخطيب، أيها الداعية، أيها المعلم، أيها الشاب المهتدي، أيها المدرس في حلقة تحفيظ القرآن، أيها الخريج من الجامعة، أي جامعة إسلامية، أيها الغيور على دينك لماذا لا تقضي شهراً من إجازتك في أي موقع من العالم الإسلامي الذي يوجد فيه مسلمون، -وذكرنا نماذج منها؟ - الكلام الذي نقوله تراه عياناً، ربما تتحرك غيرتك، ربما تقوم بجهد كبير بدلاً من أن تكون الجهود محدودة وقليلة ومحجمة، يمكن أن تتحول إلى جهود كبيرة وجبارة؛ لأننا أصبحنا أمام أعداد من المسلمين لديهم الغيرة، ولديهم الحماس، ولديهم الحرقة؛ لأنهم رأوا بأعينهم، وما راءٍ كمن سمع أبداً.

نحن لما نقول: هناك أطفال ونساء وعجزة وفقراء هذه كلمة، لكن لو رأيت بعينك، ولو حتى في نشرة الأخبار المصورة، لو رأيت الطفل: وهو هيكل عظمي، أو رأيت الشيخ الذي على وجهه بانت آثار السنين، وتجاعيد الزمن، وهو يعيش آلام الفقر والمسغبة، يحرك فمه فلا يجد الطعام ولا يجد الشراب، سوف تتأثر لذلك أكثر مما تتأثر من محاضرات كثيرة، لا يكفينا منك أن تذم الأوضاع وتسبها إلى متى سنظل نحن المسلمين نتكلم فقط؟! إلى متى نظل تنتقص فقط؟! لماذا لا تتحرك خطوة واحدة عملية؟ نذهب إلى تلك المواقع، ينفر منا طائفة يعلمون الناس دين الله تعالى، يدعون الناس إلى الكتاب والسنة يكونون وسطاء بين التجار هنا وبين الفقراء هناك، بين العلماء هنا وبين الجهال هناك، بين الهدايات الموجودة عندنا وبين ما يحتاج إليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015