الخطر الجديد على الغرب

الخبر الثاني: الذي ذكرته هو: كتاب ظهر في أمريكا عنوانه "صعود القوى العظمى وانحطاطها" مؤلفه رجل اسمه بول كندي، طبعاً يتكلم عن سقوط الشيوعية، ويقول: سقطت الشيوعية وسوف تسقط أمريكا بنفس الأسباب التي سقطت بها الشيوعية، ووضع قوانين وسنناً ونواميس لسقوط القوى العظمى وانحطاطها، وصعودها وسقوطها، وفي ظل الخوف من سقوط أمريكا خاصة، مع الركود والأزمات الاقتصادية التي تعانيها، ومع المشكلات كمشكلات البطالة والديون وغيرها، لم يرتح كثير من الساسة الأمريكيين لهذا الكتاب، فظهر كتاب آخر، أحدث ضجة كبيرة، وهو المقصود هنا وهذا الكتاب اسمه "نهاية التاريخ" مؤلفه رجل اسمه فوكوياما: هو أمريكي من أصل ياباني، خلاصة الكتاب يقول انتهى التاريخ، سقطت الشيوعية، وسقطت كل التحديات التي تواجه الغرب، وثبت الآن بما لا يدع مجالاً للشك أن ما يسمى بالديمقراطية الليبرالية هي الخيار الوحيد أمام العالم، وبناءً عليه فإن الديمقراطية الليبرالية سوف تفرض سلطانها على العالم كله بدون مقاومة، وليس هناك تحديات حقيقية تواجهها، هذا خلاصة الكتاب ولكن الكثيرين لم يرتاحوا لهذا الكتاب، وما قاله، فردوا عليه ردوداً كثيرة جداً في الصحف والمجلات، بل صدرت كتب كثيرة تتكلم عن هذا الموضوع، وأحد الكتب صدر في فرنسا تحت عنوان "الانتعاش الديمقراطي" وأهم ما جاء في هذا الكتاب أنه أكد على أن الإسلام هو الخطر الحقيقي الذي يواجه ما يسمونه بالديمقراطية الليبرالية، وقال: الإسلام خطر حقيقي، وهو دين صلب، وغير متسامح، ولا يوجد مثال واحد على تسامح الإسلام، الأفراد الذين يظهرون المرونة معنا من المسلمين يعدون على الأصابع، وعد ثلاثة من المفكرين، من أمثال ابن جلون في المغرب، ومفكر مصري، وثالث وقال: هؤلاء ليس لهم أي تأثير، فهم منبوذون من مجتمعاتهم، أفكارهم وأطروحاتهم غير مقبولة يقول: لا تكمن المشكلة في المسلمين فقط لا، المشكلة تكمن في الإسلام ذاته، إنه دين صلب وصعب وغير متسامح، وهو مصدر الإرهاب الدولي العالمي الرسمي، ويستحيل أن يتخلى المسلم عن دمويته وعنفه، ومازال الكلام للمفكر الفرنسي يقول: والإسلام كان في الماضي خطراً خارجياً، يتمثل في الدولة العثمانية التي كانت تهدد أوروبا، أما الآن فالإسلام خطر خارجي وداخلي أيضاً، خارجي من خلال الأصولية الإسلامية العالمية، التي قامت حتى الآن في البلاد الإسلامية كالجزائر أكثر مما كان في الجمهوريات السوفيتية الإسلامية، وفي الصين وفي أي مكان، وهو أيضاً خطر داخلي يتمثل في المسلمين الذين يقيمون في أمريكا، وفي بريطانيا، وفي فرنسا، وفي هولندا، وفي أكثر من مكان من العالم الغربي، ويمكن أن تتزايد هذه الأعداد في تلك البلاد، وتشكل خطراً حقيقياً من داخلها، عموماً نغمة العودة إلى ما يسمى بالأصولية المسيحية تتزايد في الغرب، وهو يقدم المسيحية كبديل عن الشيوعية للروس، ويقدم المسيحية كسلاح في مواجهة الإسلام في المرحلة المقبلة، لأنه يعرف أنه لا يمكن أن يواجه الإسلام إلا بقوة عقائدية، ولا يملك قوة عقائدية إلا المسيحيون، ولذلك أقول: سوف تشهدون وتسمعون وترون إقبالاً من الغرب على النصرانية، ليس قناعة في النصرانية، ولكن من باب مواجهة الإسلام بقوة نصرانية، أعطيك مثالاً: في ألبانيا، الحاكم رامز علي، شيوعي، والشيوعية قد سقطت وانهارت، رامز علي وهو شيوعي استيقظت فيه آثار الإسلام السابقة فجاء للمسلمين، يقول لهم: الآن الشيوعية التي كنت أدعو لها وأتحمس لها، قد انهارت، وما بقي أمامي إلا طريقان: إما الإسلام، وإما النصرانية، وإذا كان الخيار بين الإسلام والنصرانية فأنا أفضل الإسلام، فتفضلوا تعالوا أنشئوا ما شئتم من المساجد والمدارس والمؤسسات، وأنا سوف أدعمكم وأساعدكم وأكون في صفكم، وقد بعث مندوبين من وزرائه إلى البلاد الإسلامية، وقالوا: قريباً من هذا الكلام، وقال هو هذا الكلام في أكثر من مناسبة.

إذاً: كما أن المسلم الذي تحول إلى شيوعي، لما انهارت الشيوعية وجد أن الإسلام هو البديل، ولو لم يكن مسلماً حقيقياً قد لا يكون مسلماً بالمصطلح الشرعي، بحيث لو أتيت تنظر هل هو مسلم فعلاً، قد تجد إنه ليس كذلك، ولكنهم سوف يكونون مؤيدين للنصرانية؛ لأنهم يواجهون خطر الإسلام والمسلمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015