أذربيجان

على سبيل المثال: في مدينة قره باخ، حيث المعارك بين الأرمن النصارى، وبين الأذربيجين المسلمين، سكان أذربيجان، حيث المعارك الضارية، الغرب الصليبي يساعد الأرمن، وقد ضبط جنود يقاتلون إلى جوارهم، ضبطوا قتلى من جنسيات مختلفة، حتى من لبنان جنود يقاتلون إلى جانب الأرمن هناك فيما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي، وضبطت مكالمات هاتفية كثيرة تدل على تدخل أطراف خارجية في هذه الحرب، ومن المعروف أن الأرمن قتلوا أكثر من ألف قتيل مسلم في قرية يسمونها قرية خوجالي، ودمروا هذه القرية عن آخرها، وقد حاول الإعلام الغربي أن يتجاهل هذه المجزرة، بل قالت بعض وسائل الإعلام الغربي: إن تلك الصور مفبركة أي مصنوعة ومختلقة، وفيها نوع من اللعب، وليست حقيقية.

تركيا، وهي المجاورة لهذه الجمهوريات، حيث الأغلبية الإسلامية، تركيا هددت وهنا الميت تحرك، تركيا العلمانية، من عهد أتاتورك، والتي يقوم نظامها على أساسٍ علماني، والذي أستطيع أن أقول من خلال متابعة ورصد جزئي أن اليقظة والصحوة الإسلامية فيها ما زالت أقل من المستوى المطلوب، وأن التغريب قد بلغ مداه على الشعب وليس فقط على الحكومة التركية، ومع ذلك كله، تركيا تهدد بأنها لن تقبل أن يقيس الغرب بمقياسين، تخاطب الغرب والغرب يرشح تركيا لتكون وكيلاً عنه في المنطقة، والغرب يؤيد تركيا على الأقل ضد إيران، وضد الأصولية الإسلامية في المنطقة الإسلامية كلها، فيعتبر أن تركيا بعلمانيتها جزءاً منه، ولهذا يضعها ضمن الحلف الأطلسي، ومن الممكن أن يتقبلها في أي نشاط اقتصادي، ويتعاون معها في مجالات عدة، ومع ذلك تركيا هددت بأنها لن تقبل أن يقيس الغرب بمقياسين، وأن يفرض عليها سياسة الأمر الواقع ثم ترددت تركيا، وقالت: لا تستطيع أن تتدخل إلى جوار المسلمين الذين يقتلون في أذربيجان، لماذا؟! قالت لأن المسلمين هنا يقتلون من قبل النصارى، ونحن الأتراك إذا تدخلنا لصالح المسلمين، فكأننا نحرض الغرب على أن يتدخل لصالح الأرمن، ومعنى ذلك، أن الأتراك العلمانيين يدركون أن الغرب يتحرك بدوافع صليبية، ويناصر النصارى في كل مكان، وأن تدخل تركيا الإسلامية سيدعو إلى تدخل الغرب الصليبي لصالح الأرمن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015