الصين (ولاية سنكيانت)

المثل الآخر في الصين التي لا تزال تئن تحت تسلط الشيوعية وبالذات في ولاية سنكيانت، وهي ولاية إسلامية، وهناك مطالبة بالانفصال عن الشيوعية، وقد ذكرت عدد من الإذاعات أخبار تلك المطالبة، وما يسمى بالانتفاضة قبل ليلتين، وهذه الولاية التي يسمونها سنكيانت: هي ما كان يسمى في التاريخ الإسلامي بالتركستان، سكانها أكثر من خمسين مليون نسمة، أغلبهم من المسلمين على الرغم أن الحكم الشيوعي حاول أن يغير فيما يسمونه بديموجرافية الولاية، أي أن ينقل أفراداً وينقل شعوباً من أجناس وعناصر وديانات أخرى، ويسكنهم بالقسر والإكراه في الولاية نفسها حتى لا يجعل هذه الولاية، ولاية إسلامية، بل تكون ولاية من ديانات شتى، ومن أعراق مختلفة، ومع ذلك ظل المسلمون هم الأغلبية في هذه الولاية، وهي أكبر مقاطعة صينية، وكذلك فيها أكثر من (50%) من احتياطي الصين من النفط والغاز الطبيعي، ويعتقد -أيضاً- أنها غنية بالمعادن الأخرى كالذهب والفضة، كما أنها موقع للاختبارات النووية وللبرنامج الفضائي الصين، إذاً: هي أهم ولاية لدى الصين الشيوعية على الإطلاق، من حيث كثرة السكان، ومن حيث وجود احتياطي الغاز والنفط فيها، ومن حيث وجود الاختبارات النووية والبرنامج الفضائي، ومن حيث كثرة السكان المسلمين فيها، فهي ولاية إسلامية، وقد قامت انتفاضة هناك، وطالب زعيم الولاية الحكومة المركزية بإمداده بالجيش لتأديب المسلمين المتمردين هناك،

Q قد نسمع اليوم، أو غداً عن ضرب المسلمين في سنكيانت بضراوة، من قبل الجيش المركزي في الصين، ومن قبل قوات الأمن الشيوعية، فالسؤال الذي يطرح نفسه ما هو موقف الغرب؟ لا نسأل عن موقف العرب، أو المسلمين فهو معروف سلفاً.

ويُقضى الأمرُ حِين تغيبُ تيم ولا يستأمرون وهم شهودُ فهم ليس لهم من الأمر شيء، ولا يتحدثون ولا يشاركون، لكن السؤال عن موقف الغرب، هل سيشبه موقف الغرب موقفهم حينما كانت نقابة توامن في بولندا، تواجه الحكومة الشيوعية هناك؟ تكلم الغرب عنها في أجهزة إعلامه، ودعمها دعماً منقطع النظير بالاتصال، وبالإمكانيات وبالصحافة والمدد، بل وبالمشورة والمعونة، وظل يناصرها حتى انتصرت، واعترفت بها الحكومة، ووصلت إلى السلطة، هل سيكون موقف الغرب من انتفاضة المسلمين في الصين الشيوعية مشابهاً لموقف الغرب، وبالذات أمريكا من انتفاضة الطلبة المنادين بالديمقراطية منذ سنتين في الصين نفسها؟ حيث واجهت أمريكا موقف الصين بشدة، وانتقدته بقوة، وعملت مجموعة من الإجراءات للضغط على الصين، بل فرضت نوعاً من المقاطعة على الصين بسبب شدتها في مقاومة وقمع ما يسمى بحركة المنادين بالديمقراطية.

هل سيكون موقف الغرب من انتفاضة المسلمين في سنكيانت ضد الحكم الشيوعي مشابهاً لموقف الغرب في روسيا، حينما قام الشعب ينادي بإسقاط الشيوعية؟ فرفض الغرب الاعتراف بالحكم الشيوعي أثناء الانقلاب وطالب بمراعاة رغبة الشعب، الذي قام في الشوارع ينادي بإسقاط الحكم الشيوعي، وقرر أن يستخدم كافة الوسائل والإمكانيات وكافة الضغوط الاقتصادية، والسياسية، وغيرها، من أجل إسقاط الحكم الشيوعي، وتنفيذ ما يعتبره الغرب أنه رغبة الشعب الروسي هل سيفعل الغرب الفعل نفسه؟! أم أنه سوف يتجاهل صيحات المسلمين لأنهم مسلمون، والغرب شاءَ أم أبى يتحرك وفق نظرة عنصرية عرقية دينية واضحة، طبعاً الجواب هو الثاني: أن الغرب سيتجاهل صيحات المسلمين الآن، كما تجاهلها من قبل في أكثر من مكان، وقد لا يجد الغرب في إعلامه مكاناً للحديث عن آلام المسلمين وهمومهم، وعلى فرض أنه وجد حيزاً ضيقاً للحديث عن تلك الآلام وتلك الهموم وتلك المعاناة، فإنه لن يُصغيَ أذنيه، ولن يقف مع المسلمين في حال من الأحوال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015