الصوماليون في كينيا وما حولها

أحد التقارير التي وصلت إلي، تقرير يتحدث عن أوضاع المسلمين اللاجئين من الصوماليين الموجودين في كينيا وما حولها، وتقام لهم هناك عدة معسكرات، قد يصل عدد المسلمين في المعسكر الواحد ستين أو سبعين ألفاً -أحياناً-، يسكن هؤلاء المسلمون في أكواخٍ مصنوعة من الكراتين، أو مصنوعة من الخرق البالية، وقد يسكنون في أوقات كثيرة تحت الأشجار بلا مأوى!! تنتشر بين هؤلاء المسلمين الأمراض الفتاكة كالسل والملاريا، وتتردى الأوضاع الصحية في تلك المعسكرات والمخيمات يوماً بعد يوم، وذلك في ظل نقص المياه النقية، حيث لا توجد المياه النقية، وفي ظل نقص التغذية، وفي ظل عدم وجود المراحيض الملائمة، وفي ظل غياب المراكز الصحية التي تعالج المرضى من الكبار والصغار والنساء والأطفال.

وهناك نقصٌ شديد في المياه، حيث لا توجد آبار في المعسكرات، وإنما يشرب هؤلاء المسلمون من نهر ملوث، يشرب منه الناس والأنعام، ويغتسلون ويتوضئون منه، ولذلك فهو أحد مصادر الأمراض التي تفتك بهم وتنتشر بينهم.

وتقرير سمعته بأذني، من إحدى الإذاعات الغربية، يقول معد التقرير: إنه رأى طابوراً طويلاً في انتظار جرة من الماء، يحصل عليها الواحد، فيكتفي بها طيلة اليوم مع أنها لا تكفي، ولا تعادل (25%) من حاجته الحقيقية، وأنه يضطر إلى الوقوف في هذا الطابور على مدى اثنتي عشرة ساعة، من أجل الحصول على قارورة ماء، أما التعليم فهو شبه مفقود، فلا مدارس، ولا خلاوي لتحفيظ القرآن، ولا كتب ولا أشرطة ولا غيرها.

أحد المعسكرات هناك تشرف عليه منظمة الصليب الأحمر الدولي، والآخر تشرف عليه السفارة الإيطالية، هرب المسلمون إلى هذه المعسكرات، والمخيمات فراراً من جحيم الحرب التي تدور رحاها في الصومال، ومنظمة الأمم المتحدة تتجاهل الأوضاع الصعبة، والسيئة التي يعيش فيها المسلمون هناك، ولا تعيرهم أي اهتمام، لأنهم من المسلمين أولاً، ولأنهم من السود ثانياً.

وإذا كانت المنظمة الدولية، وكذلك قوانين الغرب والشرق، لا تعترف صراحة بالتفريق العنصري على أساس اللون، أو على أساس الدين أو المذهب، فإن الحقيقة أن هذه الدول وهذه المنظمات تعترف بذلك من باب الاعتراف بالأمر الواقع، فلا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة.

يقول التقرير أيضاً أن احتياجات المسلمين الأولية، كإسعاف، لابد منه عاجلاً لضمان حياتهم، يتوافر فيما يلي: أولاً: ثلاثة آلاف كيس من الذرة يمكن تأمينها من كينيا كإسعاف أولي.

ثانياً: حفر ما لا يقل عن عشرة آبار بتكلفة البئر الواحد خمسة آلاف ريال.

ثالثاً: تعيين عشرة أطباء من الرجال، وعشر طبيبات من النساء، وقد يكون هؤلاء الأطباء موجودين أصلاً في تلك المخيمات، ولكنهم لا يستطيعون أن يباشروا عملهم في ظل الظروف الحالية، ويحتاج كل واحد منهم إلى مرتب، أقل ما يكون ألف ريال في قيامه بعمله، مع وجوب تأمين الأدوية والأجهزة الضرورية، كذلك تعيين عشرين داعية ومعلماً للقرآن الكريم، وبناء ثلاث مدارس ابتدائية، حتى ولو كان بناؤها من القش لحماية أبناء المسلمين، وبناء مساجد كافية بتلك المخيمات، وتكلفة المسجد تقارب، كما يقول التقرير ثلاثين ألف ريال، ويمكن أن يبنى المسجد من بنايات متواضعة -كما ذكرت- من القش، أو من الكراتين أو من الخرق البالية أو من غير ذلك، فتكون التكلفة أقل من ذلك بكثير جداً، وربما تُغطي هذه الثلاثون الألف بناء المساجد من هذه النوعية في جميع المخيمات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015