Q أريد أن أترك المدرسة -إن شاء الله- من أجل طلب العلم على أيدي مشايخ، لكن أي المشايخ؟ أريد وصيتك؟
صلى الله عليه وسلم أقول: لا تترك المدرسة من أجل أن تطلب العلم، إذ لا تعارض بينهما، بل إن بقاءك في المدرسة هو عون لك على طلب العلم من جهة ومن جهة أخرى فلنفترض جدلاً أن المدرسة لا تعينك في طلب العلم، مع أن هذا قولٌ غير صحيح لأن كل مدرسة لا تخلو من قوم صالحين ومن العلوم النافعة: كالقرآن والتفسير والحديث وغيرها، وفيها علوم مباحة توسع عقل الإنسان ومداركه، ولكن لنقول جدلاً: إن المدرسة لا تعينك، فإن الأمة بحاجة إلى من يقود الأجيال والأجيال.
أيها الشباب أين تتربى أجيال الأمة اليوم؟! هذا السؤال أريدكم أن تجيبوا عليه، أجيال الأمة في كل مكان تتربى اليوم في المدارس يدخل أو يتربى فيها إن لم نقل (100%) فعلى الأقل أكثر من (90%) من الأجيال، ووجود مدرسين اليوم وأساتذة وموجهين في المدارس كان هو السبب في إقبال طلاب المدارس على الإسلام، وتلقيهم العلم، ورغبتهم فيه، وربما كان تأثيره في ذلك أكثر من أي تأثير آخر فإذا كان هذا كذلك، فيجب على طالب العلم أن يحرص على مواصلة العلم في هذه المدارس، والتزود من العلم الموجود فيها، وعلى أن يتخرج منها، وعلى أن يدرس فيها ليقوم بتربية هذه الأجيال، من خلال هذه المدارس على الإسلام الصحيح، والعقيدة الصحيحة، وهاهم علماؤنا وجهابذتنا تخرجوا من هذه المدارس، ودرسوا فيها ولك فيهم أسوة وقدوة.
أما سؤالك أين العلماء؟! فإنني أقول: العلماء في المدارس التي تريد أن تتركها ففيها كثيرٌ منهم.
ثانياً: مفهوم المشايخ أو العلماء يتفاوت وطلاب العلم اليوم كثير، ويمكن أن يجتمع مجموعة من طلبة العلم مهما كان مستواهم فيتدارسوا كتاباً من الكتب في المسجد أو في البيت، وهذا نوعٌ من طلب العلم الجماعي، وعلى أيدي طلاب علمٍ أو مشايخ، وكذلك قراءة كتب المشايخ أو سماع أشرطتهم يعين على الحصول على علمهم، ثم إن المشايخ موجودون، وقد ذكرت منهم على سبيل المثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ/ عبد الله بن جبرين والشيخ/ محمد بن عثيمين، ويوجد علماء كثر في بلدان كثيرة.