من الوسائل المهمة في طلب العلم الاستفادة من إمكانيات العصر، فهناك إمكانيات لم تتح لسابقينا، فلو تأملت الكتب -مثلاً- التي طبعت اليوم لوجدتها لم تتوفر في عصرٍ من العصور، ولو نظرت إلى الكتب التي توجد في مكتبة أي واحدٍ منا من صغار طلاب العلم، لربما وجدتها أكثر من الكتب الموجودة أحياناً لدى بعض العلماء المرموقين المشار إليهم بالبنان في الماضي، فهذه الوسيلة وسيلة مهمة جداً، وعلى الشاب أن يستفيد بكثرة الاطلاع على هذه الكتب، وكثرة القراءة، وتخصيص ساعات في اليوم للاطلاع والقراءة المتنوعة في الكتب القديمة، وفي الكتب الحديثة، وفي ألوان العلوم.
وكذلك من إمكانيات العصر: الأشرطة، وهي وسيلة مهمة جداً، فبإمكان الشاب أن يسمع مجموعة متكاملة من الأشرطة لعالم كبيرٍ كالشيخ ابن باز، أو ابن عثيمين، أو ابن جبرين، أو الألباني، أو غيرهم من جهابذة العلماء ويسمع مئات بل آلاف الأشرطة، وحين يكون هذا السماع منظماً أي تسمع كتاباً أو شرحاً لكتابٍ أو درساً متسلسلاً وتعيد أيضاً سماع الشريط فإنك تستفيد فائدةً عظيمةً جداً، والتجربة تؤكد ذلك، وهذا لونٌ من ألوان مواكبة ومتابعة دروس العلماء، حتى ولو لم يحضرها الإنسان بنفسه.