غفلة الفرد عن قيمته

أخطر مشكلة تواجه الأمة: هي غفلة الفرد عن قيمته وعن مسئولياته، وظنه أنه شيء مهمل لا قيمة له ولا وزن ولا اعتبار، وهذه من أخطر الأمراض التي إذا وجدت فتكت بالناس، يأتي إنسان فتقول له: لماذا تفعل كذا؟ أو يفعل غيرك كذا؟ أو لماذا حدث كذا؟! يقول أنا مسكين ليس لي دور ليس بيدي شيء، وليس بيدي حل ولا ربط، ولا أمر ولا نهي، أنا وجودي كعدمي! أنا صفر على الشمال، ويظل الإنسان يوبخ نفسه بطريقة مهينة، حتى لكأنك تتصور أنك أمام لا شيء، أو أمام إنسان فقد شعوره بذاته وبإنسانيته وببشريته وبتكريم الله تعالى له، فضلاً عن شعوره بالمسئولية التي ألقاها الشرع على كاهله وعلى كتفه.

ولذلك تقول الإحصائيات: إن عدد المسلمين اليوم ألف مليون أي: مليار إنسان، وعدد المسلمين يعتبر من أعظم الطوائف أو المجموعات التي تدين بدين سماوي في هذه الدنيا، بل لعلهم يحتلون المركز الأول أو ينافسون عليه، لكن هذا العدد الكبير ما مدى انتمائهم لهذا الدين وارتباطهم به وشعورهم بهذا الانتساب؟ أم أنها مجرد أرقام لا رصيد لها من الواقع؟ المشكلة أن الاحتمال الثاني هو الراجح، وأن الواقع أن أكثر المسلمين هم بالصورة التي سوف أتحدث عنها، وأشير إلى جوانب منها.

في واقع الأمة الإسلامية ضاعت قيمة الفرد في نفسه، وبالتالي ضاعت قيمته فيمن يتعامل معهم، فمثلاً: إذا كان الإنسان لا يحس بقيمته فمن بابِ أولى أن الآخرين لا يحسون بقيمته أيضاً، الإنسان إذا كان لا يحس بقيمة نفسه؛ فزوجته -مثلاً- لا تحس بقيمته، وأولاده لا يحسون بقيمته، والمسئول عنه في الدائرة الحكومية لا يحس بقيمته، والمسئول عنه في البلد لا يحس بقيمته، والمسئول عنه في الدولة لا يحس بقيمته، والعدو من باب أولى لا يحس بقيمته ولا يحسب له أي حساب أيضاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015