التفحيط ومفاسده

Q هناك سؤال آخر أيضاً: يتعلق بما كنت ذكرته قبل يومين في موضوع التفحيط والتطعيس، المفترض أن وقائع ذلك الاجتماع قد تمت في صباح هذا اليوم كان موعده يوم الخميس؟

صلى الله عليه وسلم لا شك أن مثل هذا العمل فيه مضار كبيرة وعظيمة، أولها: ضياع الوقت والعمر الذي به يحاسب الإنسان، وعلى ضوءه يكون من أهل الجنة أو من أهل النار {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر:37] وإذا مات ابن آدم كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء وابن مسعود وأبي برزة وغيرهم رضي الله عنهم: {لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها عن عمره، ومنها عن شبابه} .

والوقت أثمن ما عنيت بحفظه وأراه أهون ما عليك يضيع المفسدة الثانية: أن فيه ضياع المال، فإن هذه السيارات وما فيها، التي تشترى بأغلى الأثمان ثم يكون مصيرها التلف أو التصادم أو الضياع أو ما أشبه ذلك، إنها أيضاً من المال الذي يضيع بغير طائل.

المفسدة الثالثة: والمشكلة الثالثة هي تعرض الإنسان للأخطار، فإن من الشباب من يموت في مثل هذه الأحداث، ومنهم من يصاب، وقد أخبرني بعض الإخوة العاملين في المستشفى، أن الذي يشاهد أقسام الحوادث في المستشفيات يصاب من ذلك بهم وغم شديد، فإن فلذات الأكباد، وزهرات الشباب، يذهب الكثير منهم بسبب حوادث السيارات، من الاصطدام أو الانقلابات أو ما أشبه ذلك، مع أن هؤلاء كثير منهم يحجمون عن أن سيدفعوا إلى ميادين المعارك، حيث قتيلهم شهيد في سبيل الله تعالى.

ومن أعظم المفاسد المفاسد الأخلاقية، فإن اجتماع الكبار والصغار يترتب عليه علاقات مريبة، وصداقات لا يرتاح الإنسان إليها، وقد يترتب من جراء ذلك وسوسة الشيطان وتلبيسه على هؤلاء وأولئك.

بل إن المتأمل والمشاهد يدرك أن كثيراً من هؤلاء الشباب خاصة الكبار، يصطحبون معهم صغار السن، من أصحاب الوجوه الوسيمة، والطلعات الصبيحة، ويفتخرون بهم ويتنافسون في مثل ذلك فهي مفاسد عظيمة، وحق علينا جميعاً أن نقوم بواجبنا في مقاومة هذا المنكر، فالمسؤولية العظمى تقع على من يستطيعون منع ذلك بالقوة أن يمنعوه كما يمنعوا غيره من التجمعات، التي تكون مباحة أو محمودة أحياناً، كما أنه واجب على أولياء الأمور، من الآباء والكبار والإخوة وغيرهم أن يسعوا إلى منع إخوانهم وأبناءهم ومن لهم سلطة عليهم، من الذهاب إلى تلك التجمعات.

كما أن علينا جميعاً أن نقوم بدورنا كأجهزة الهيئات مثلاً، وكذلك أقول: على الدعاة وطلبة العلم والمخلصين أن يذهبوا إلى هناك، وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويوزعوا الكتاب والشريط ويتكلموا، وسيكون لذلك أثر كبير إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015