أنباء حول جريدة الأنباء

هذه جريدة الأنباء جريدة كويتية، وقد جاءت لها أنباء، ونبأنا الله تعالى من أخبارها في هذا الأسبوع شيئاً يندى له الجبين.

فأول ما وافتنا به جريدة الأنباء في الأحد 6 شعبان أنها كتبت تحقيق عنوانه: بنت الديرة ضابطة في الجيش الأمريكي، وتكلمت عن الملازم ثاني أماني أنها ضابطة في الجيش الكويتي، وتقول: أمنيتي إنقاذ أسرانا من العدو العراقي، ويتكلمون عنها وأنها أصرت على البقاء في الكويت، وشاركت في أعمال المقاومة، وسافرت مضطرة لوالدتها في لندن، ثم قررت مواصلة الطريق، على أن يكون لها دور، وانضمت إلى صفوف الجيش الأمريكي ضمن معسكره في الدوحة، وأصبحت الملازم ثاني أماني يوسف.

وتقول: إنها تتمنى الاشتراك في عملية كوماندوز ضد نظام بغداد، لتخليص الأسرى من براثنه، وهي تأمل في قرار جريء يعيد إلينا أهلنا، وتقول: بكل ثقة سأكون سعيدة لو استشهدت من أجلهم.

وتضيف الشابة الكويتية، التي تقدم المثل الحي على تطلعات الفتاة الجديدة: إن العمل في صفوف الجيش جاء استكمالاً لدورها مع رفاق المقاومة، ومن رأيها أن على الفتاة الكويتية أن تستثمر الأزمة، لاكتساب احترام الرجل.

وتضيف: أنها تعمل أكثر من اثنتي عشرة ساعة دون كلل، وأنها اعتادت ركوب الهيلوكبتر، وأن العمل العسكري ممتع ورائع.

ما أدري لماذا العمل العسكري ممتع ورائع؟ على كل حال ربما لأنها تعيش إلى جوار أصدقائها من الأمريكان، وأقول: إنها كارثة كبرى، أن مثل هذه النماذج الشاذة تقدَّم للأجيال على أنها نموذج للفتاة الجديدة، كما يعبرون وكما يقولون.

وهذا جزء من التضليل الإعلامي، فنحن نعلم أن شعب الكويت يرفض مثل هذه النماذج ويمقتها، ولكن مثل هؤلاء الذي يتسنمون على الصحف والمجلات، في الكويت وفي بلادنا وفي كل بلاد الإسلام، منهم -لا أقول كلهم- منهم طبقة تغالط في الحقائق، وتصور الأمر على غير ما هو عليه، وتظهر اهتمامات فئة شاذة من الناس، كما لو كانت اهتمامات المجتمع، على حين تتجاهل اهتمامات الناس كلهم.

وما جرى في الجزائر يبدو أنه يجري في كل مكان، فإذا كان الذي جرى في الجزائر تجاهل رغبة أكثر من (80%) ، فإننا نعلم أن كثيراً من هذه الصحف تمارس نفس الاستبداد، الذي جرى هنا، فتصادر رغبات الشعوب، وتصادر رغبة أكثر من (80%) من الناس، الذين يريدون الكلام عن الخير، وتربية الرجال والنساء على الإسلام، وعلى العفاف، وعلى البعد عن مواطن الرذيلة، وأماكن الفتنة والإثارة.

ونحن نقول: اتركوا النوم، شباب الكويت حتى الآن ما جرى لهم تجنيد إلى هذا الحد، بل شباب العالم الإسلامي كله ضائع يتسكع في الشوارع، فكيف يكون هذا بالنسبة للنساء؟! وما أرى هذا إلا كمثل جريدة أخرى أو مجلة أخرى تطالب بجعل شرطة نسائية.

وأقول: الآن الشباب لا يجدون أعمالاً لهم في كل مكان، وهم يطالبون أن المرأة التي هي نموذج للرقة، والليونة، والنعومة {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف:18] وإنما خلقت لأغراض أخرى، مهمات جليلة وأعمال جليلة، لكن المرأة إذا وضعت في مقام الرجل سوف تفشل، وكذلك الرجل لو وضع في مقام المرأة سوف يفشل، والذين يطالبون أن تكون المرأة في مقام الرجل أو العكس، هم من الذين قال الله تعالى عنهم: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:27] .

شيء آخر قالته هذه الجريدة، وهو لا يعنيني في الواقع كثيراً، بالقياس إلى ما ذكرت لكم، ففي 16شعبان أيضاً كتب أحد كتابها مقالاً عنوانه: انحدار الجودة في شريط سلمان العودة.

ويقول عني: إنني أحد خطباء الأشرطة، الذين بدأت تفد علينا خطبهم على الكاسيت من دولة خليجية شقيقة، وبينما تقوم تلك الدولة العزيزة بنشر روح المحبة والوفاق، نرى سلمان العودة يعمل وسعه في بث السباب والشقاق إلى آخر ما قال.

ويقول: إنني من المتشددين الذين أطلق عليهم الدكتور/ القصيبي اسم الغلاة الجدد، ويتكلم عن شريطي أو الدرس الذي ألقيته في هذا المكان المبارك ونفع الله به، وهو شريط: حصاد الهشيم، هشيم الصحافة الكويتية.

وأقول: لعلكم تذكرون وأنتم من حضور هذا الدرس وكذلك الإخوة المستمعون، أنني حرصت في ذلك الدرس على البعد عن كل ألفاظ السباب والشتائم والحمد لله، بل غير هذا، حتى أن هناك كلاماً حقاً لم أقله، تجنباً لما قد يفهمونه هم، ودعوة لهم إلى التوبة إلى الله تعالى، ورغبة في إقلاعهم عن ما هم عليه.

ولكن مثل هؤلاء يبدو أنه لا حيلة فيهم، وأنهم يستغفلون الناس ويظنون أن الناس لا يقرءون ولا يسمعون، فإن كل من يسمع ذلك الشريط؛ يعرف أن هذا الرجل متجني حينما ينسب أنني أسب وأشتم، ويقول: إنه يستشيط غضباً ويسب الصحافة الكويتية وينعتها بأبخس النعوت، ولم يسلم من غضبه وزمجراته، حتى رؤساء التحرير حيث امتلأ الشريط الخ.

نحن لم نغضب ولم نزمجر، قلنا كلاماً هادئاً بحمد الله تعالى، ومع ذلك فإنني أدعو لهذا الأخ الذي كتب هذه المقالة أن الله تعالى يهدي قلبه للإيمان، ويشرح صدره للإسلام، ويجعله هادياً مهدياً، إن الله على كل شيء قدير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015