أيضاً نقطة أخرى، هناك كثير من الإخوة وافوني بموضوعات يقترحون وأنا أيضاً أشكرهم وأقول لهم كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم {من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه؛ فادعوا له حتى تجدوا أنكم قد كافأتموه} .
فأقول لهم: جزاكم الله خيراً، وأحسن الله إليكم، ونفع الإسلام بكم.
كتب إليَّ كثير من الإخوة موضوعات بل أقول مئات، بعضهم يكتبون عناوين فقط، وبعضهم يكتب العنوان والعناصر، بل أقول: إن بعض الإخوة يكتب لي موضوعاً متكاملاً، يعالج قضية من القضايا المهمة التي يحس هو بها، أو يخاطب فئة أو طبقة من طبقات المجتمع، ولم أجد فرصة لعرض هذه الموضوعات؛ لأنها كثيرة جداً، وأيضاً هي كلها محفوظة في ملفات عندنا في المكتب، وسوف ألقيها واحداً بعد الآخر، وبعض الموضوعات التي سبقت هي من اقتراح بعض الإخوة.
فمثلاً: أول درس بعد دروس الاستئناف، الذي هو: هكذا علَّم الأنبياء، هو اقتراح من بعض الإخوة، وقد قمت بإعداده وإلقائه، وهكذا دروس كثيرة هي اقتراح من هؤلاء الإخوة جزاهم الله خيراً.
أحد الإخوة على سبيل المثال، وقد أعجبتني هذه الكلمة فأنقلها، من المدينة المنورة الأخ الفوزان.
يقول: أنا أتابع أشرطتك في المدينة حتى قبل أن تنزل أحياناً، حتى أني بدأت أحس بمسئولية المشاركة في هذه المحاضرات، وهذا هو الشعور الذي أود أن ينتقل إلى كل الإخوان وأنني عضو من أعضاء هذا المجلس الخيري، الذي تعم فيه الفائدة إلى معظم أقطار العالم الإسلامي.
السؤال مشاركة، والاقتراح مشاركة، واقتراح موضوع مشاركة، وكل موضوع تقدمه أيها الأخ الحبيب فهو مشاركة، ولا نريد أن يكون هذا المجلس هو فقط عبارة عن إنسان يحضر، يستمع ثم يخرج، وقد اقترح عليَّ الأخ الكريم من المدينة مجموعة من الموضوعات، منها: ضوابط الشورى في الإسلام، وكذلك: رسالة إلى مربي الأجيال، أي المدرسين، وكذلك: رسالة إلى عسكري، وقال: إنه لو تحدثت عن هذا الموضوع، وتحدث فيه المشايخ كالشيخ سفر الحوالي، والشيخ ناصر العمر، والشيخ عبد الوهاب الناصر الطريري، والشيخ عائض القرني، والشيخ سعد البريك والشيخ محمد الفراج، إلى غير ذلك من المشايخ، فأنا على ثقة أنه عندما يتكلم هؤلاء، فإن أكثر من (80%) من خطباء المساجد سوف يتكلمون عن مثل هذا الموضوع، أقصد موضوع الشورى وغيره.
وهذا -على كل حال- أحد الموضوعات، وقد بعث إلي بموضوعات أخرى عديدة، فله مني الشكر والدعاء وجزاه الله خيراً.
ذكرني الأخ الكريم بحادثة حصلت لبعض الإخوة هنا في نادي الرائد، بحصول انقلاب سيارة ووفاة أحدهم رحمه الله تعالى، وهو وإن كنت لا أعرفه، إلا أنه -كما ذكروا لي- من الشباب الصالحين، وأنتم شهود الله في أرضه، وقد سمعت الثناء عليه، فالحمد الله ونسأل الله تعالى أن يتغمده برحمته، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
وأقول لإخوانه وزملائه وأصدقائه: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37] فالموت حتم مكتوب في عنق ابن آدم، وعلينا أن نستعد له كما لو كان يأتينا اللحظة، والحادث لم يأت بجديد، فمن لم يمت بالحادث مات بغيره، تنوعت الأسباب والموت واحد.
أيضاً هناك موضوعات أخرى تأتيني بدون تفصيل، وهذه أود من الإخوة أن يفصلوا فيها فمجرد عنوان لا يكفي، لا بد أن تكتب عناصر أو نقاط، وأرجو من الإخوة ألا يحتقروا أي فكرة تمر في أذهانهم، أو يقول هذه معروفة، قد تكون معروفة وبديهية ولكن تغيب عني، فلا تحتقر شيئاً أبداً، ولا تقل هذا معروف، ويعجبني أحد الشباب كثيراً ما يأتيني برسائل وكتابات هي فعلاً بسيطة، لكن والله أستفيد منها فائدة كبيرة.