من ذلك أيضاً أو ما يشبه ذلك: ما يسمع به المسلمون كثيراً وعبر عصور طويلة، من انهيار الامبراطوريات الضخمة، أحياناً توجد دول وامبراطوريات ضخمة تهيمن على معظم أنحاء المعمورة، أو عليها كلها أحياناً، فكان المسلمون يفرحون بذلك، لأن تلك الامبراطوريات الضخمة تأخذ بخناق الأمم، فيفرحون لما في ذلك من إزاحة العقبات من سبيل الإسلام، ولعل من ذلك فرح المسلمين الصادقين في هذا العصر، بسقوط امبراطورية روسيا الشيوعية، والدول التي تدور في فلكها في العالم كله، فإن سقوطها أزاح عن المسلمين كلكلاً رهيباً، ونفس للمسلمين حتى داخل روسيا نفسها، فتنفسوا الصعداء، وحققوا بعض التقدم في مجال الإسلام، وكذلك في الدول الأخرى التي سقطت فيها الشيوعية، وإن كان العالم كله يتآمر على المسلمين، ففي ألبانيا حيث كثرة المسلمين، يقف العالم ضدهم بكافة الوسائل.
أيها الأحبة إن سقوط الشيوعية بشير خير للمسلمين بكل تأكيد، لأن العالم كانت تتقاسمه حضارتان: الشرقية والغربية، وهي في الواقع حضارة واحدة مادية بشقيها الشيوعي والرأسمالي، والشق الرأسمالي المتمثل في دول الغرب، شق لا يعتمد على مبدأ، ولا يقوم على عقيدة، ولذلك فهو أضعف، أما الشق الشرقي المتمثل في الشيوعية، فكان يقوم على أساس عقيدة، أو ما يسمى بأيديولوجية ودين، أو مذهب أو مبدأ، ولذلك كان أخطر لأنه يتحمس في سبيل نشر مبدئه وعقيدته، فانهيار ذلك الشق القائم على أساس المبدأ، هو مؤذنُُ بانهيار غيره، وهو مؤذن أيضاً بأن الفكرة التي قام على أساسها فكرة خاطئة، فهو يصدق ما قاله دعاة الإسلام من قبل عن فشل الشيوعية نظرياً وعملياً.