نصيحة للمعاكسين والمعاكسات

Q أنا كنت أكلم امرأة في التلفون، وأنا أعلنها توبة إلى الله تعالى، أرجو الله تعالى أن يقبلها مني وأنا أشك أنها حاضرة معنا، هلاّ وجهت إليها كلمة؟

صلى الله عليه وسلم لقد تحدثت عن هذا الموضوع في أكثر من مناسبة منها محاضرة (قصة مكالمة هاتفية) ولكني أوجه خطابي للأخوات الكريمات، المرأة ضعيفة القلب، سليمة الفطرة، قريبة التأثر، وكثير من الشباب يخدعون المرأة بمعسول القول، وطيب الكلام، ويغرونها فربما تكون المرأة تجاوبهم من باب حب الاستطلاع، أو من باب التعرف عليهم، أو أحياناً يأتيها الشيطان فيقول: من أجل أن تنصحيهم، أو لتقضي وقت الفراغ، أو لأنها لا تجد في بيتها الحنان الذي تريد، ولكن هذه الأشياء كلها لا يجوز أبداً أن تغفل الفتاة أو تلهيها أو تنسيها أنها هي الخاسر الأكبر، وأنا أعرف حالات طلاق كثيرة، يكون السبب فيها أن الزوج يكتشف أن المرأة كانت تكلم، ولو كان كلاماً لم يصل إلى درجة ارتكاب الحرام أعني الحرام الأكبر الذي هو الفاحشة وإلا فمجرد مغازلة الشباب هو بذاته حرام، والله تعالى نهى عن الزنا فقال: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} [الإسراء:32] وكل ما يقرب الزنا من الكلام الهامشي، والأحاديث الطويلة، والضحكات المتواصلة، والإغراءات، والاتصال، والخلوة، والمواعيد، وتبادل الرسائل، وتبادل الصور، كل ذلك داخل في عموم قوله تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} [الإسراء:32] .

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى المرأة عن الخروج إلى المسجد وهي متطيبة، فكيف بخروج بعض الفتيات إلى السوق أو حتى لمقابلة رجل يخادعها عبر الهاتف، إنه من أعظم الإثم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في السنن: {أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على رجال ليجدوا ريحها فهي زانية} .

ثم إنك تطيبين كلامك وتلينين قولك، وتحرصين على كسب هذا الرجل، أو كسب إعجابه وربما غرك بوعود الزواج، وأقول: إن كان عاقلاً لن يتقبل مثلك زوجة له، وإن كنت عاقلة فلن تقبليه أيضاً لأن بينكما سر يدل على عدم الأمانة بينكما، فإذا مضت أيام الزواج، ومضى عام أو عامان، قال: تذكرين يوم كذا وكذا، قلتِ له: وتذكر يوم كذا وكذا فاكتشف أنك لست بالأمينة، وصار يشك في اتصالاتك، فإذا دخل البيت ووجد أنك تكلمين أمك أو قريبتك، ثم اختصرت المكالمة شك فيك، وربما ركب على الجهاز تسجيلاً حتى يكتشف حقيقة الأمر.

إذا كان الله تعالى يؤدب أمهات المؤمنين زوجات رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَه} [الأحزاب:32-33] فكيف تخالفين ذلك وأنت عرضة للفتنة والإغراء أكثر من غيرك؟ وهذا الرجل لا شك أن في قلبه مرض مرض الشهوة، وربما مرض العشق، وربما مرض الخداع.

فاتقي الله أيتها الفتاة واتق الله أيها الشاب وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015