من طرائف المناظرات؛ أن أبا علي بن شاذان وهو فقيه وعالم، ولكنه ضعيف في اللغة العربية -ضعيف في النحو- ناظر أحد الشيعة حول قول النبي صلى الله عليه وسلم: {نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة} فقال أبو علي بن شاذان: هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث، فقال ذلك الشيعي: إن الحديث: {ما تركنا صدقة} فصدقة مفعول به منصوب، والمعنى أن ما تركناه نحن الأنبياء من الصدقات فإنه لا يورث.
أما بقية مالنا مما لم يخصص للصدقة فإنه يورث، فقال أبو علي بن شاذان: أنا والله لا أعرف النحو، ولا أعرف اللغة، ولا أعرف المرفوع والمنصوب، والفاعل والمفعول، لكني أعرف شيئاً، هو أن هذا الحديث قاله أبو بكر رضي الله عنه واحتج به، وهو عربي فصيح، يعرف اللغة العربية، واحتج به على علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب، وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين، وكلهم أقروا أبا بكر على ذلك وسكتوا ولم يطالبوا، ولم يقولوا الكلام الذي قلته أنت، فدل على أنهم وهم عرب فصحاء فهموا من الكلام مثلما فهم أبو بكر وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد بهذا الحديث أن الأنبياء لا يورثون.