Q هلا علقتم -ولو يسيراً- على استغلال بعض المنافقين، لمثل خطاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، في ضبط الأعصاب والتريث من قبل الجميع عند سماع الأخبار حتى تتبين حقائقها؟
صلى الله عليه وسلم نعم، ضبط الأعصاب واجب، والتثبت مطلوب، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات:6] وأجهزة الإعلام فاسقة، فإن جاءتكم بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين، وكثيراً ما شوهت أجهزة الإعلام -العالمية والعربية- صور الدعاة، وعلى سبيل المثال في الجزائر، وهي موضوع حديث قبل قليل في الجزائر كانوا يتكلمون عن أنهم يريدون قلب نظام الحكم، والأشياء التي صوروها ليقلبوا نظام الحكم، هي عبارة عن سكاكين صغيرة، ومقصات أظافر، هذه يقلب بها نظام الحكم، في بلد يقال: إنه يسعى للحصول على التسليح النووي! هذه من العجائب، فالتثبت مطلوب خاصة فيما يتعلق بالعلماء.
وأقول كلمة حق أرجو بها القربى إلى الله: يعني بالنسبة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله، فهو إمام الزمان من غير منازع، وله من الفضل والمكانة، والصدق والإخلاص، الشيء الكثير، ولا أبالغ إن قلت: لا يكاد يوجد أحد في عيار هذا الرجل، في عالمنا الإسلامي فيما أعلم -والله تعالى أعلم- على الأقل فيمن لقيت، فالرجل له جلالة ومهابة، وفضل وورع، وتقوى وإخلاص وصدق، وتقرب من الله، وعبادة وزهد ونسك، وتواضع وصبر وتحمل، ووالله إنك إذا قرنته بغيره، تعجب أشد العجب مما أعطاه الله هذا الرجل.
كم يأتيه من المشكلات والأسئلة والأمور، والناس يردون عليه من كل مكان، فلا ترتفع نبرة صوته ولا ينفعل، تأتيه أنت وكأنك أول من تأتيه، فتغلظ له في القول، وتشتد وتتكلم، وربما بعض الناس يوبخ توبيخاً، ويرفع صوته، والشيخ يطأطئ رأسه ويستمع، وإذا رفع رأسه توقعت أنه سوف يعاتب أو يلوم، فتجده يقول: لا تغفلوا عنا، اكتبوا لنا وبلغونا وأخبرونا، ولا تنسوا نحن ننسى وننشغل، وكذا وكذا، تجده دائماً وأبداً يطالب الناس بالمزيد.
والله هذا الرجل رباني، أقول: إن هذا الرجل رباني، ليس ملكاً، هو بشر من طبيعته أن يخطئ، لكنه مجتهد وعالم جليل، أسأل الله تعالى أن يمتع بعمره، والله محبة هذا الرجل قربى إلى الله، ومدحه قربى إلى الله، واكتحال العين برؤيته فضل.