أما الشخص الخامس: فقد اكتفى بأنه يتسلى بنقد الآخرين ويخطؤهم، فهذا أخطأ هنا، وهذا أخطأ هناك، وهذا لو فعل كذا لكان كذا، وهذا في الواقع يذكرنا بباب ما جاء في {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} [آل عمران:168] {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} [آل عمران:154] الذي لا يعمل لا يخطئ، ويستطيع أن يقول: لو ما فعلت كذا ما صار كذا، لكن الذي يعمل قد يجتهد فيخطئ أحياناً، لكن خطأ العامل خير من ذلك القاعد الذي لم يعمل شيئاً، ولئن يجتهد الإنسان فيعمل عملاً فيه نسبة من الخطأ خيرٌ من أن يقعد فلا يعمل شيئاً لا خطأً ولا صواباً.