حمداً لله تعالى حمداً، وشكراً له شكراً، على ما أنعم ووفق وهدى ويسر، هو أهل التقوى وأهل المغفرة.
كنت قد وعدتكم أيها الإخوة والأخوات، أن أتحدث إليكم هذه الليلة والليلة القابلة، عن موضوع المرأة، وقد جرت عادة الناس أن يظنوا أن الحديث عن المرأة لا يعدو الحديث عن ثيابها فإن تجاوز ذلك فإلى شعرها، وقد ظن الظانون أن المرأة لا تعدوا أن تكون ديكوراً أو هنداماً يعتني بتزيينه وتحسينه فحسب، ونسوا الجانب الإيماني في المرأة، الجانب التكليفي الجانب الشرعي الذي جعل المرأة مع الرجل على قدم المساواة في أصل التكليف فما كلف به الرجل كلفت به المرأة، وما حرم عليه حرم عليها، هذا هو الأصل إلا ما استثني قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران:195] .