وقد روى الإمام البخاري هذا الحديث، وذكر في أوله قصة تزيد من دلالة الحديث ووضوحه، فقد كان اليهود لعنة الله عليهم يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقولون: السام عليك يا محمد، ويقصدون بالسام الموت، وكأنهم يظهرون أنهم يسلمون عليه، وهم يدعون عليه بالموت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: وعليكم، فغضبت عائشة مما سمعت منهم، وقالت لهم: وعليكم السام واللعنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعتم.
في موقف مع أشر خلق الله وأكثرهم عداوة للرسول صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا، تجد الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر عائشة رضي الله عنها بالرفق، وينهاها عن العنف، ويبين لها أن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، فإذا كان هذا الأمر مع هؤلاء القوم، فما بالكم بأسلوبه صلى الله عليه وسلم مع المقربين منه من المؤمنين؟!