أولاً: في الاعتقاد، فمن الناس من يتشدد في الاعتقاد سواء في نظرته إلى الناس وإلى عقائدهم، أو في تشدده وتقعره في الكلمات، أو في بحثه في أمر من أمور العقيدة لم يأذن الله سبحانه وتعالى ببحثها، ولم يأتِ الرسول صلى الله عليه وسلم ببيانها، كما تشدد علماء الكلام وغيرهم؛ حيث دخلوا في مباحث خرجوا منها صفر اليدين، ولم يجنوا منها سوى القيل والقال، وكان أحدهم يموت وهو يقول: أموت على عقيدة عجائز نيسابور -أي: أنه بعد البحث والجهد الجهيد آثر أن يموت على العقيدة التي عليها العجائز والعوام الذين لم يتلقوا شيئاً من العلم- فهذا هو اللون الأول.