Q هذه أيضاً ورقة وصلتني من بعض الإخوة ونشرت في جريدة البلاد يوم الجمعة الماضي الملف عدد [1003] عنوانه (ممنوع من الزواج) وقد جاءني هذا المقال أول مرة فأعرضت عنه، ووجدت أنه جاءني أكثر من ثمان قصاصات مكررة لهذا، فحملت نفسي على قراءته لأجد ما فيه، فوجدت أن هذه الجريدة -سامحها الله- نشرت تقريراً عن تونس عن رجل يناهز الثمانين وقالت: إنه يتمتع بروح الشباب؟ - ومن ضمن الأسئلة الموجهة إليه أنهم سألوه لماذا كان قد حلق شعر وجهه وأطال شنبه؟ - فقال: إن هذه أصول الشغل لكسب السياح إلى هذه القرية.
- ثم بعد ذلك سُئِلَ: إنك متزوج من امرأتين وهذا مخالف للقانون؟ - فقال يا ولدي، كنت أريد الزواج من أربع، ولو لم يمنعني الرئيس السابق لفعلت.
- ثم سألوه: عن عدد المرات التي أحب فيها؟ قال: أكثر من عدد شعر رأسي.
- ثم سألوه: هل كنت محبوباً مع من أحببت أو كما أحببت؟ قال: لقد كنت ألقب بزير النساء، ليس في تونس فحسب وإنما في منطقة المغرب العربي بأسره، وقد تحدث الركبان بأخباري وقصص مغامراتي النسائية، ولا سيما مع السائحات الأوربيات.
- قالوا له: ما هي نصائحك للشباب حتى يفوز بقلوب الفاتنات؟ -أنا أقرا لكم الآن ليس من صحيفة غربية مترجمة، ولا من صحيفة أجنبية، إنما من صحيفة تصدر من بلاد الحرمين، من أرض الحجاز الطاهرة المقدسة، من جريدة البلاد - تسأل رجلاً تونسياً، نصائحك للشباب حتى يفوز بقلوب الفاتنات - - فيقول: أنصحهم قبل أي شيء بعدم إظهار الاهتمام الكبير بالفتاة التي تعجب أحدهم، وأن يتحلى بالصبر، وأن يظل متمسكاً بعاداته العربية، وبعد ذلك سيجد أن الفتاة التي أعجب بها هي التي ستلاحقه بدلاً أن يقوم هو بملاحقتها.
فيقولون له: باعتبارك خبيراً بشئون النساء، أي النساء أكثر جمالاً؟ قال: الأوربيات يمتزن بجمال القوام، والعربيات بدفء العاطفة، والآسيويات بالطاعة، والإفريقيات السوداوات بسرعة الوقوع في الحب، ولكنني أنصح كل من يريد أن يتعرف إلى نساء جمال العالم أن يأتي إلى جزيرة جربة في الصيف، لأنه سيجد من الحوريات ما يسر النظر ويفرح القلب، وينشط الشعور، أو كلمة نحو هذا.
إنه منكر عظيم وأمر خطير، والله لم أكن أتصور أن تقدم الجريدة على مثل هذا الكلام ونشره، وهي ما أقدمت إلا لأنكم غافلون، لا تتصلون بهذه الصحف، ولا تراسلونها، ولا تنكرون عليها، والمؤسف أيها الإخوة أننا نشتريها بأموالنا وتقرؤها ونقدمها لأولادنا وبناتنا وزوجاتنا، ثم لا يكلف الواحد منا عناء نفسه، أن يرفع الهاتف على أقل تقدير على الجريدة ليقول: هذا خطأ، أو يرسل فاكساً، أو رسالة بريدية، أو يتصل بأي أسلوب لينكر، ويقوم بهذا الواجب الذي لا يسعه التخلي عنه.