تزويج البنت بغير إذنها

ثانياً: ومن صور الظلم في موضوع الزواج تزويج البنت من دون إذنها، بل من دون علمها، والصواب من أقوال أهل العلم أنه لابد أن تستأذن المرأة في الزواج، بكراً كانت أو ثيباً، لكن البكر إذنها أن تسكت، فسكوتها موافقة، أما الثيب فلابد أن تنطق بذلك، ولو نطقت البكر لكان هذا أولى وأجدر وأبلغ في التعبير عن مرادها، وقد تجد بعض الآباء يزوج بنته رجلاً معه زوجة أو زوجات، أو يزوجها رجلاً مسناً، كل ذلك دون رضاها، وإلا فإنها قد تقبل برجل معه زوجة، وقد ترى فيه خيرا ً، وقد تقبل برجل يكبرها سناً، وترى فيه من الخير والصلاح والمميزات ما يعجبها به، وهذا شأنها، ولا نمانع أن يعمل الأب على عرض الأمر عليها، أو إقناعها به إن استطاع، لكن المشكلة أن يفعل ذلك دون رضاها؛ فإن هذا من أعظم أسباب الجريمة، وقد كتبت إليَّ إحداهن قبل أسبوع أنها همت بقتل هذا الرجل، ثم أن تقتل نفسها وتنتحر؛ لأن الدنيا كلها ضاقت عليها، لولا أن الله تعالى سَلَّم.

فيا من تقدمون على هذا الأمر! إن هذا الأمر أمر عظيم وجرم كبير، أين قلوبكم على محارمكم وبناتكم؟! هل ترضى أنت أن تخالف بنتك زوجها لتعاكس في الهاتف، أو تتصل برجل غيره؟! لماذا تتبرع أنت بتحمل المسئولية عنها؟! تقول: لستم أحرص مني على بنتي، ونقول لك: نعم لسنا أحرص ولا أغير منك على ابنتك، ولكننا نتعجب أين ذهب عقلك؟! ونتساءل أين حنان الأبوة، حينما ألقيت بهذه البنت في هذا البيت الذي لا تجد فيه الرجل الذي تريده، ولا تحبه ولا تقبل به، ولا توافق عليه بدءاً ولا انتهاءً؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015