رابعا ً: رفض البعض مناقشة المرأة له في أي غرض، ولو كان يتعلق بها أو يخصها، حتى إنك تجد البعض قد يستشير أقرباءه وأصدقاءه وزملاءه وغير ذلك، أما المرأة فلا يسمح ولو بسماع رأيها، وقد يحتج بعضهم بحديث: {إنهن ناقصات عقل ودين} وأقول: الحديث صحيح، فالمرأة ناقصة عقل ودين، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم فسر نقصان عقلها بأن شهادتها بشهادة رجلين، وليس المعنى أنها ناقصةٌ من جميع الوجوه عن الرجل، بل قد تكون المرأة أحياناً أكثر حفظاً من الرجل، وقد تكون أعظم إدراكاً من الرجل في بعض، الأحوال وقد تحصل من العلوم على أشياء لا يحصل عليها بعض الرجال: والناس ألف منهم كواحد وواحدة كالألف إن أمر عنا ومع اعترافنا -ولا شك- بنقص المرأة، وأن شهادة امرأتين بشهادة رجل، كما قال الله عز وجل: {فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة:282] وذلك في خمسة مواضع، أترك الحديث عنها وتفصيلها لذاكرتكم.
ومع هذا النقص الذي ذكره الله في كتابه، وذكره النبي صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هناك أموراً تقدرها المرأة، وتدركها أكثر من غيرها بحكم تخصصها ومعرفتها، أو دأبها وإصرارها واجتهادها، أو غير ذلك، ومع النقص أيضاً فإنه قد يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار.
وهل أنت حين تستشير لا تستشير إلا من هم أكثر منك ذكاءً، وأوسع منك خبرة، وأطول منك عمراً؟ كلا! بل قد تستشير من هو مثلك أو دونك، وقد يشير عليك بالرأي السديد.