إن بعض المسلمين مع الأسف -وهذا أسلفته ولكن أعيده الآن للمناسبة- يصلون على النبي عليه الصلاة والسلام بصوت جهوري بعد الأذان، وكأنها جزء من الأذان، فإذا انتهى المؤذن من قول لا إله إلا الله، قال بنفس الصوت وبنفس القوة: اللهم صلِّ على سيدنا محمد، حتى اعتقد كثير من العوام والجهال أن هذا من الأذان، فلو تركه لاستنكروا ذلك واستغربوا وتعجبوا، فهذا من الزيادة في الشرع وفي الدين بما لم يأذن به الله، ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك إلا أن يُصلي ويسلم الإنسان على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سراً مرة أو عشر مرات، ورد {ثم صلوا علي فإنه من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشرا} فأمر بالصلاة عليه دون تحديد بعدد قل أو كثر.
المهم أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يتحقق بأن تصلى عليه مرة واحدة، وما زاد فهو فضل، وهو خير لك، على أي حال، هذه الصلاة للمؤذن وغيره والمشروع فيها الإخفات والسر، وليس الجهر والإعلان.