Q كما تعلم انتشار أجهزة البث المباشر، وما يسمى بالدش، وأنه يباع علناً بالمحلات التجارية دون رادعٍ أو منكر، فنحملكم إبلاغ ولاة الأمر عن هذا المنكر، ووضع رقابة على هذا الجهاز، ومنع بيعه، حرصاً على مصلحة المجتمع، وردعاً للدعارة والفساد الموجود في مثل هذا الجهاز؟
صلى الله عليه وسلم هذا الجهاز من أخطر ما ابتليت به المجتمعات الإسلامية، لأن بعض هذه الأجهزة قد يستقبل أحياناً ما يزيد على خمسين محطة من أنحاء العالم، بعضها محطات -فعلاً- تعرض الدعارة صراحة عياناً، وبعضها قد تعرض الرقص الفاسد والرقص المختلط، وبعضها تعرض الأزياء وعارضات الأزياء، وأما الغناء والرحلات المختلطة والأفلام، فحدث ولا حرج، بل بعض هذه الأفلام، وبعض هذه القنوات موجهة خصيصاً للشرق الأوسط خاصةً بعض المحطات التنصيرية، ويوجد عشرات المحطات التي تقوم عليها الكنيسة، وهي موجهة لتغيير عقائد المسلمين في المنطقة بالذات، ومحاولة تحويلهم إلى نصارى، وهذا خطر داهم يهدد بلاد المسلمين، وقد تكلمت عنه مرات في الدروس العلمية، وتكلم عنه عدد من المشايخ، وكلمنا فيه سماحة الوالد، وأصدر -جزاه الله خيراً- فيه بياناً لعله وصل إليكم أو يصل إليكم بعد حين، وقد تكلم فيه عن تحريم هذا الجهاز، وتحريم بيعه واقتنائه ووجوب العمل على إزالته، وأن الواجب علينا التعاون على ذلك، فإنه من التعاون على البر والتقوى، ومن النصيحة التي أمر الله بها ورسوله صلى الله عليه وسلم.
فينبغي أن نبذل الوسع في ذلك؛ مخاطبةً للخطباء والدعاة أن يتكلموا عن خطره، ووجوب توعية الناس منه، فإنه ينبغي أن نوعي الناس بخطره، حتى على فرض أن هذا الجهاز ظل موجوداً بينهم؛ فنبين خطره على الأشخاص وعلى النساء، وعلى المراهقين، بل خطره على أمن هذه البلاد، وعلى أخلاقياتها وسلوكياتها وسياساتها، فإن الناس سوف يطلعون من خلال هذه الأجهزة على فضائح سياسية من أنحاء العالم العربي، وسوف يطلعون على وسائل كثيرة، وسوف يطلعون على أساليب وأخبار ربما لم يكن أحد فيما مضى يرغب في أن يطلعوا عليها، فضلاً عما فيه من تدمير الأخلاق والتنصير وغير ذلك.