العناية بالمظهر

أولها: العناية بالمظهر في حسنه ونظافته وطيب رائحته، وأن ذلك مطلوب شرعاً، وهو من سنن الفطرة التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بها وحث عليها، وهو سبب في ارتياح الناس إلى الإنسان، وتأليف قلوبهم عليه ومحبتهم له، وهو دليلٌُ على تهذيب القلب، فليس من سمات المسلم أن يكون بذَّ الثياب متبذلاً، منتن الرائحة، بعيداً عن الزينة! كلا.

بل هو حسن الثياب، حسن الهيئة والرائحة، وقد قال الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {يا رسول الله! إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميلٌ يحب الجمال} فأقرهم على رغبتهم في حسن الثياب واللباس، وحسن الرائحة، بل: {جاءه صلى الله عليه وسلم -كما في سنن أبي داود- رجل أشعث الرأس سيء الرائحة، وسخ الثياب، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: من أي المال أعطاك الله؟ فقال: من كل المال -من الإبل، والبقر، والغنم، والذهب، والفضة- فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده- إذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمته عليك- فذهب الرجل، وتطيب وتزين وسرح شعره ولبس ثوباً جميلاً، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا أفضل من أن يأتي أحدكم أشعث الرأس كأنه شيطان} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015