كذلك مكان العبادة لابد أن يكون مشروعاً، فلا يجوز للإنسان أن يتعبد عبادة في غير مكانها، فلو وقف الإنسان -مثلاً- يوم عرفة بالمزدلفة فلا يكون حجاً أو وقف بمنى، أو بات ليلة المزدلفة بعرفة، أو بات ليالي منى بالمزدلفة أو بعرفة، فإنه لا يكون أدّى ما يجب عليه، بل يجب أن يلتزم بالمكان الذي حدده الشارع إلى غير ذلك.
فالعبادة باختصار لابد أن تكون توقيفية في كل شيء، ومن ذلك الأذان، فهو عبادة لاشك في هذا، عبادة متلقاة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت شرعيتها بالرؤيا، لكن أقر النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا وأمر بها، وكان الناس يؤذنون حتى قبضه الله تعالى، ثم صار المسلمون يؤذنون في كل مكان من عهده عليه الصلاة والسلام إلى يوم الناس هذا، أذاناً معروفاً يتلقاه الأصاغر عن الأكابر، ويتلقاه الأحفاد عن الأجداد، ولذلك فإنه ليس من حق أحد أن يتصرف في الأذان بغير ما شرع الله.