ومن بداية التربية اختيار الأسلوب المناسب للزواج, فهذا الذي عقد على زوجته، ثم دخل عليها في وسط ملأ حاشد من الناس على المنصة -كما يقولون- والرجال والنساء يرونهم! بل حدثني ثقات رأوا بأعينهم في بلادنا هذه أن الشاب يدخل على زوجته بحضرة أقاربها وأقاربه، ثم يصافحها بيده, ثم يقبلها على خدها الأيمن وأخرى على خدها الأيسر! أين الحياء؟! وأين المروءة؟! هي زوجتك أحلها الله تعالى لك، وهي حليلتك: {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون:6] لكن أمام الناس هكذا؟! إنه مجرد التقليد الأعمى لعادات غربية, ما أنزل الله بها من سلطان, وأصبحت طقوس الكنيسة ورموزها في الزواج تنقل إلينا حرفاً بحرف, فهذا الثوب الطويل الذي تلبسه العروس ويسحب وراءها مترين، وهو ثوب أبيض -ما يسمى بالتشريعة- ثم هذه الزهور التي تحمل ما بين يديها ومن خلفها, ثم دخول الزوج عليها, ثم مصافحته لها أو تقبيله, وكل هذه الأشياء إنما هي من العادات الغربية التي وفدت إلى مجتمعات الإسلام.
فبالله عليكم أليس عندنا عادات؟! أوليس عندنا تقاليد تكفينا؟! أم هي فاشلة فاسدة منحرفة؟! أستغفر الله وأتوب إليه! بل عندنا خير الهدي: هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وعندنا خير منهاج وخير سنة، ومن يرغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه إلا من سفه نفسه، والإنسان يحشر يوم القيامة مع من أحب: {من تشبه بقوم فهو منهم} كما قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.
فلماذا تتحول أعراسنا إلى مظاهرة لتطبيق العادات الغربية والتقاليد الأجنبية، ومخالفة رسوم الشريعة ومقتضيات الحياء والمروءة والإنسانية؟! وأعظم من ذلك كله أن هذا كله يصور بكاميرات الفيديو، ثم تنتقل الكاميرا لتصور النساء المدعوات من الفتيات والنساء المزوجات, وهن بأبهى زينة, وفي أحسن الثياب, وأجمل الملابس متبرجات، ثم يرقصن في موسم العرس والفرح, والكاميرا تدور عليهن، وبعد ذلك هذا الشريط يتناقله الشباب سراً اليوم, ويتناقلونه علانية غداً وبعد غد, وهذه زوجة فلان, وهذه زوجة فلان, وهذه بنت فلان, فأي شيء هذا؟! إذا لم يكن من دينك ما يردعك، فليكن من حيائك ما يمنعك, وإذا لم يكن دين ولا حياء فالمصلحة, فمن الذي يرضى لزوجته أو بنته إن كانت جميلة أن يتغزل بها الشباب ويعشقونها ويطيلون النظر إليها عبر الشريط، وإن كانت دميمة أن يسخروا منها ويتكلموا عنها في المجالس؟! كيف ترضى بأن تبوح وتكشف ما أمر الله تعالى بستره؟!