الوسواس في الطاعة أم المعصية

Q هناك بعض الناس يطلق على الملتزم بأوامر الشرع من إعفاء اللحية، والمحافظة على الصلوات، والمداومة على حزب من القرآن الكريم، وغيرها من الواجبات، والنوافل، كلمة موسوس.

فهل الشيطان الرجيم يوسوس بالطاعة، أم بالمعصية، كحلق اللحية، والإسبال، كما وسوس لأبينا آدم عليه السلام، بمعصية الله عز وجل بالأكل من الشجرة؟

صلى الله عليه وسلم الواقع أن الله عز وجل ذكر لنا {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِين * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّون َ) [المطففين:29-32] فليس من الغريب أن يُسخَر من المؤمن، لأنه أعفى لحيته، أو لأنه مقصر ثوبه، أو يبكر إلى المسجد، أو يكثر من تلاوة القرآن، أو طلب العلم، أو يتجنب أكل الربا والحرام، أو لا يدخل أجهزة الهدم والدمار والتخريب إلى بيته.

ليس غريباً أن يُسخر منه لأن الله جل وعلا أخبرنا أن هذا سنجده في الطريق، بل الغريب لو لم يقع هذا، بل لا يمكن أن لا يقع هذا، كيف لا يقع والله سبحانه أخبرنا أنه سيقع؟! لكن المؤمن يصبر، ويدرك أنه إذا كان الله معه فلا يضيره أن يعاديه الناس، وإذا كان واثقاً من طريقه فما يبالي أن يسخر منه التائهون، ولك أسوة وقدوة بنوح عليه الصلاة والسلام، قال الله فيه: {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ} [هود:38] سخروا سخرية الجاهل، يا نوح أتصنع السفينة وأنت في بر أين عقلك؟ سخروا منه: {قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [هود:39] تسخرون بالباطل ونسخر منكم بالحق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015