النصيحة الثانية

كأني بك -أيتها الأخت الكريمة- وقد انتهيت الآن من سماع هذا الشريط، وأنت تقولين: صحيح جزاه الله خيراً، ولكن (ماشي!!) وكلمة (ماشي) تعني: لم يقل الكلام الذي يشفيني، وهذا يعود إلى ما سبق أن ذكرت، وهو أن بعض الموسوسين يبحثون عن شيء لا يوجد، ويبحثون عن لا شيء، لأن الأمر منهم وإليهم، والأمر يعود إلى أنفسهم، فليس هناك علاج يتعاطى بالفم، وإنما هو علاج يتعاطى عن طريق النصح والتوجيه والإرشاد وهذا أقصى ما يملكه هذا المتحدث إليك، وقد قال ما يستطيع، فإن انتفعت بها -فالحمد لله- وإلا فأنا لا أزعم أن غيري ليس عنده شيء آخر.

بل قد يكون ذلك، بل لا شك أن هناك من العلماء، وطلاب العلم من عندهم شيء كثير، لكن الناس مشغولون بأمورهم، ومشغولون بقضاياهم، وليس همهم الأكبر فقط وجود إنسان موسوس يعاني أشياء معينة من هذا القبيل وهم يسعون في خلاصه، وهو يعتبر هماً ضمن هموم كثيرة تشغل طلاب العلم والعلماء، وقد لا يكون هو أهم شيء لديهم، والأمر -كما ذكرت- هو أن الموسوس قد لا يقنع بكل شيء.

وأخيراً، فإنني أعتذر إليك أيتها الأخت الكريمة، عن عدم الدخول في التفاصيل، وإنني لم أجد متسعاً من الوقت لقراءة الأوراق والإجابة عليها، وذلك لسبب أو لأكثر، ففضلاً عن الشغل، فإن عندي قناعة تامة بأن القضية ليست قضية إشكالات فقهية تعانينها، وليست قضية جزئيات وتفصيلات تنتظرين الجواب عليها، فالقضية قضية وسواس في النفس ويحتاج إلى علاج وإزالة، ثم بعد ذلك ستكون أسئلتك كأسئلة غيرك من الناس، أسئلة عادية وأسئلة على الجادة.

ولكنني أسأل الله تعالى أن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يعينك على الخلاص مما أنت فيه، إنه على كل شيء قدير.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015