أخطاء في الإقامة

أما فيما يتعلق بالإقامة فإن من الأشياء التي يخطئ الناس فيها، أولاً: كما سبق في بعض ألفاظ الأذان أن بعض الناس يخطئون في ألفاظ الإقامة، وفي قولهم: "قد قامت الصلاة" بعضهم يفتحون التاء وبعضهم يضمونها فيقول بعضهم: "قد قامتَ الصلاة" وبعضهم يقولون: "قد قامتُ الصلاة"، والصواب بالكسر "قد قامتِ الصلاة" "قد قامتِ الصلاة".

وأما بالنسبة للأدعية والأذكار الواردة في أثناء الإقامة فإن بعضهم إذا سمعوا قوله: "قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة " يقولون: أقامها الله وأدامها -أو وأدامه على لغة العامة- اللهم قنا شر الحسرة والندامة، وهذه لا تصلح إلا أن تكون عامية "أقامها الله وأدامه، اللهم قنا شر الحسرة والندامة " أما لو أردت أن تعرِّبها تخرِّبها إذا قلت أقامها الله وأدامها ذهب السجع، وعلى كل حال هذه الكلمة، لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنها وردت في حديث ضعيف جداً فيه ِ شهر بن حوشب وهو متكلم فيه، وفيه رجل مبهم مجهول لا يدري من هو، فالحديث إسناده ضعيف فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قول: {أقامها الله وأدامها} عند قول: "قد قامت الصلاة" فلذلك فإن ما ذكره بعض طلاب العلم من أنه يشرع أن تقال عن قد قامت الصلاة: {قد قامت الصلاة} -والله تعالى أعلم- ضعيف، لأن الشرعية لا تثبت إلا بدليل صحيح، وكوننا نأمر الناس أن يلتزموا بذكر هذه الكلمة وهذا الذكر عند هذا الموضع لابد أن يكون بتوقيف عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما "اللهم قنا الحسرة والندامة" التي يقولها العامة أيضاً، فإنه لا أصل لها في السنة مطلقاً فيما أعلم، ولا شك أن الدعاء بأن يقي الله العبد شر الحسرة وشر الندامة، الدعاء هذا بحد ذاته دعاء جيد وحسن، لكن ذكره في هذا الموضع مذموم، لأنه قد يترتب عليه أن يظن الإنسان أو يظن غيره أنه سنة، وفي الواقع أن المحافظة عليه أقرب إلى البدعة منها إلى السنة.

وإن كنت في الواقع لست ممن يشددون في هذه الألفاظ ما دامت صحيحة بنفسها، لكن ينبغي أن ننهى الناس عن التزام هذه الألفاظ والمداومة عليها، حتى لو أن إنساناً قالها مرة نقول له: هذه الكلمة معناها صحيح؛ ولكن كونك تقولها في هذا الحيز -في هذا المكان- بهذه المناسبة وتحافظ عليه هذا غير مشروع، لأن المحافظة إنما تكون على السنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي الأسبوع القادم إن شاء الله نواصل ونذكر أموراً أخرى تتعلق بالآذان والإقامة وأخطاء الناس فيهما، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك، اللهم صلَِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015