عاشراً وأخيراً: لا أرى حرجاً لمن طال به السقام، وأعياه الشفاء، وتوسع في نفسه موضوع الوسواس، وكان له جوانب أخرى في نفسه، لا أرى حرجاً أن يراجع طبيباً نفسياً موثوقاً من الأطباء النفسيين المؤمنين الصالحين الخيرين، ويعرض عليه حاله، فإنه قد يساعده بنصائح أو توجيهات أو علاجات معينة قد تساعده، وإن كنت أقول جزماً: إنها لن تغني عن هذه النصائح التي ذكرتها وما شابهها من النصائح والتوجيهات الدينية الشرعية التي هدفها تقوية عزيمة الإنسان، وتقوية إرادته، وجمع نفسه على التخلص من هذا الأمر، والشد من عزيمته، لكن هذه العلاجات النفسية التي قد يقولها الطبيب النفساني المؤمن الموثوق لا مانع أنها قد تساعد في مثل هذه الأمور، خاصة وأن الوسواس قد يكون له جوانب أخرى، أو أغوار في نفس الإنسان، ليس مجرد الجهل -كما أسلفت- بل له أسباب غير ذلك.