نفسية الموسوس

ما هي المشاعر التي يعيشها الموسوس؟ والغرض من ذلك، لأن كثيراً من الموسوسين يظنون أن الناس لا يحيطون ولا يعرفون مشاعرهم، وما يدور في نفوسهم، فإذا تبين للمريض أن الطبيب عالم بشكواه، مدرك لمعاناته، فإنه يزداد به ثقة وقناعة، ولهذا لو أتى إنسان إلى طبيب، فذكر له مبادئ المرض؛ فقال له الطبيب: أنت تجد كذا، وتجد كذا، أو تجد كذا وتجد كذا، فكانت ظنون الطبيب مصيبة في الواقع، فإن هذا يجعل المريض يثق به، ويطمئن إلى علاجه فيكون هذا من أسباب قبوله للدواء وانتفاعه به، بخلاف ما لو خرج من عنده، وهو يقول إن هذا الطبيب لم يعرف ألمي وشكواي ومرضي، ولذلك ربما صرف لي علاجاً لا يناسبني، فلا بد أن يدرك الموسوس أن الذي وصف له الدواء عارف بالحال التي يعاينها، والنفسية التي يعيشها، والخواطر التي تتردد في نفسه -أستغفر الله- وليس هذا من باب معرفته بغيب مكنون مستور عنه، ولكن من باب التجربة، فإن ما يعيشه موسوس يعيشه أكثر الموسوسين، وكثير من هؤلاء كتبوا لي أوراقاً ودفاتر وكتباً ومذكرات يطول الوقت بقراءتها، فضلاً عن عرضها، يذكرون ما يعانون فيها، وعدد آخر منهم التقيت بهم بصفة شخصية، فصاروا يتحدثون عما يجدون، فوجدت هناك قواسم مشتركة عند هؤلاء توجد عند إنسان فإذا قلتها لآخر وجدتها عنده سواء بسواء.

فإلى الأخت التي ألحت في تسجيل هذا الشريط: أن تنظري -أيتها الأخت الكريمة- إلى مدى انطباق هذا الوصف الذي سوف أذكره على ما تجدينه في نفسك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015