أما السادسة: فإن المعصية الأولى كانت واحدة، أما اليوم فهي بلا عدد، وأراك ما زلت تطلب المزيد، أو تسعى فيها، إن المعصية تزرع أمثالها، وإذا رأيت على إنسانٍ ذنباً، فاعلم أن عنده إخوانه، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا} [يونس:27] فالسيئة تجر السيئة، والحسنة تسبب الحسنة، والإنسان ينضم مع إلفه وشريكه ونظيره، وإن الحسنات والقربات وقراءة القرآن والصلوات والخيرات، لم تجد عندك صدراً رحباً، ولا قلباً واسعاً؛ لأنها وجدت المكان مشغولاً في غير ما يناسبها وما يلائمها، فابتعدت عنك وذهبت إلى من سواك، أما المعاصي فإنها وجدت نظيرها وشريكها.