Q يقول بعض الإخوة: نحن في مطلع الإجازة، ونحتاج إلى معرفة بعض الكتب التي نقرؤها؟
صلى الله عليه وسلم أقول: الكتب كثيرة، ولذلك رأيت أن أقتصر في كل فنٍ على كتاب أو كتابين.
فأقول: فيما يتعلق بالسنة النبوية يمكن أن يقرأ الإنسان كتاب الأربعين النووية، أو الخمسين الرجبية؛ أي كتاب الأربعين مع زيادة ثمانية من ابن رجب، أصبحت خمسين حديثاً، مع شرحها جامع العلوم والحكم لـ ابن رجب الحنبلي؛ فإن هذا كتاب نفيس مفيد جداً، ينبغي أن يقرأه، ثم يقرأه، ثم يقرأه، لا يكفي أن يقرأه مرة واحدة، فإن كان عنده مزيد من الوقت للسنة فليقرأ كتاب رياض الصالحين للإمام النووي؛ فإنه من أجمع وأحسن كتب السنة النبوية الجامعة.
أما في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنصح بكتابين مختصرين: أولهما: كتاب الفصول في اختصار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للحافظ ابن كثير.
والثاني: تهذيب سيرة ابن هشام لـ عبد السلام هارون، فإن أراد أن يتوسع في السيرة، ففي حدود علمي وقراءتي لكثير من كتب السيرة، أرى أن أحسن كتابٍ ينصح به لمن أراد التوسع هو كتاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم للحافظ ابن كثير؛ وهو جزء من البداية والنهاية، لكن طبع مستقلاً، أخرجه مصطفى عبد الواحد مستقلاً؛ وهذا الكتاب نفيس، ومن أعظم مزاياه: أنه يورد مرويات كثيرة من كتب السنة فيما يتعلق بأحداث السيرة، وهذه مزية لا تكاد توجد في غير كتاب ابن كثير هذا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثاً: في العقيدة هناك كتب كثيرة، أقتصر منها على كتاب العقيدة الواسطية للشيخ ابن تيمية رحمه الله، ثانياً كتاب معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي، وهو في مجلدين، ومن أحسن مميزات هذا الكتاب أنه غني بالنصوص، ونحن بحاجة إلى أن نُربي الناس على النصوص، لا على أقوال الرجال، ولذلك فإنه إذا ذكر عقيدة، سرد آيات كثيرة فيها، ثم سرد أحاديث كثيرة جداً، حتى يتربى الإنسان على فهم العقيدة، وأخذها على ضوء النصوص، بعيداً عن القيل والقال، والردود، والأخذ والرد.
الكتاب الثالث: كتاب التوحيد للشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب وشرحه فتح المجيد، أو تيسير العزيز الحميد.
رابعاً: في التربية والآداب، هناك كتب كثيرة، أذكر منها تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم وهذا كتاب جيد جداً، أنصحكم جميعاً بقراءته، خاصة طلبة العلم، مع حواشيه، فله حواشي تاريخية مفيدة، تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لـ ابن جماعة.
ثانياً: كتاب مدارج السالكين للإمام ابن القيم رحمه الله، أو أحد مختصراته؛ فقد اختصره جماعة، وممن اختصره عبد المنعم صالح العلي في كتاب سماه تهذيب مدارج السالكين، وكذلك فيه تهذيب لـ عبد الله السبت، على ما أعتقد مختصر للكتاب، فتهذيبات هذا الكتاب مفيدة جيدة، وقد تغني عن قراءة الأصل وهي في مجلد واحد، يمكن أن يقرأها الطالب في الإجازة مثلاً.
الكتاب الثالث غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفاريني الحنبلي وذلك لمن أراد التوسع.
خامساً: كتب في الثقافة العامة، كثيرة جداً، وأنا أحب لطالب العلم أن يحرص على أن يكون مرتبطاً بعصره، يعرف مجريات الأحداث، ويعرف ما يدور في الساحة، ويدرك الخطط التي تحاك ضد الإسلام، فالكلام في هذا يطول، مثال لبعض الكتب، أذكر منها كتابين: أولها: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين وهو كتاب متين مفيد علمي، للشيخ أبي الحسن الندوي.
الكتاب الثاني: كتاب واقعنا المعاصر للأستاذ محمد قطب.
إضافة إلى أنني أنصح الإخوة بأن يكونوا على صلة ببعض المجلات المفيدة، وأذكر من هذه المجلات: مجلة الفرقان التي تصدر في الكويت، وهي مجلة مفيدة جداً، واتجاهها في الجملة اتجاه سلفي، وينبغي أن ينتفع بها طالب العلم، وكذلك مجلة البيان ومجلة المجتمع ومجلة الدعوة وغيرها، والمجلات الإسلامية كثيرة، لكن ينبغي للإنسان أن يختار منها، ولا يعني هذا أن الطالب إذا أخذ في المجلة يقرؤها وكأنه يقرأ كتاب من كتب السنة، يقرأ كل شيء، يقرأ الإعلانات، ويقرأ الحروف! لا.
فتش هذه المجلة، فإذا وجدت فيها موضوعاً مهماً تقرؤه، إذا وجدت موضوعاً عندك معلومات عنه، أو سبق أن قرأته، أو لا يعنيك فتجاوزه حتى لا يأخذ منك قراءة هذه المجلات كلها في الأسبوع إلا ساعة، أو نحواً من ذلك، فلا يضيع الإنسان وقته في ذلك.