Q ما حكم ما يحدث في حفلات الزواج من الغناء؟
صلى الله عليه وسلم إذا كان الذي يحدث في حفلات الزواج هو ضرب بالدف وغناء من نساء حاضرات، ولا يسمعهن الرجال، وليس هناك اختلاط، والغناء ليس فيه بذاءة وفحش فهذا لا ينكر، أما إذا كان الذي يحدث في الزواج أمرٌ محرم مثل الموسيقى -مثلاً- كغناء في شريط، أو المغنيات حاضرات لكن يغنين بألفاظ بذيئة وفاحشة، كما يحدث أحياناً، فهذا منكر ينبغي إنكاره، فإذا وجد مثل هذا والأخت في العرس فعليها أن تعمل على إنكاره بقدر ما تستطيع، وإذا عجزت وكانت تستطيع أن تخرج فتخرج، وإن عجزت وهي لا تستطيع الخروج مثل أن يكون وليها قد أتى بها وذهب فلا حرج عليها، لكن لا تستمع لهذا ولا تلتفت إليهم، فإذا سمعت هذا من غير إرادة منها لا حرج عليها في ذلك.
أما إذا علمت سلفاً قبل أن تأتي أن هذا العرس سيكون فيه منكر، وأنها لا تستطيع أن تغيّر وإن كان هذا قد يصعب أحياناً الجزم به، لكن إذا علمت ذلك وعرفت من نفسها أنها ضعيفة فلا تدخل.
وينبغي أن نفهم الناس أن الدين يسر وسماحة وخير، ولكن ليس يسراً على مزاجهم ورغباتهم، إنما بحسن الخلق والتلطف، وبيان فسحة الدين مطلوب، فالرسول عليه الصلاة والسلام قال: {حتى تعلم يهود أن في ديننا فسحة} بعض الناس أخذوا انطباعاً عن الدين والمتدينين أنهم معقدون، وأن فيهم وفيهم، فينبغي أن نعدل هذه الصورة في نفوس الناس.
أما موضوع الرقص: ففي الحقيقة لا أعلم نصاً خاصاً بمنعه أو تحريمه، لكن في الزواجات قد يكتنفه مخاطر عديدة منها أنه قد يراها رجال، ومنها أنه قد تبالغ المرأة في الرقص وتظهر مفاتنها ومحاسنها بصورة معينة، فهذا ضار حتى في النساء الحاضرات، فأرى أن الأولى ألا تفعل.