التدهور الديني لدى الشخص

Q أنا في هذه السنة تدهور ديني على الرغم مني، وعندما أحاول مكافحة ذلك يمنعني مانع مثل مانع روحاني؟

صلى الله عليه وسلم هذا ليس صحياً: {طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ} [يس:19] والله سبحانه وتعالى أمر الإنسان ونهاه، فقال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29] وقال سبحانه: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} [الإنسان:3] وقال سبحانه أيضاً: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:7-10] وقال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى:14-15] فيستطيع الإنسان أن يسلك طريق الخير أو طريق الشر: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد:10] وليس هناك قوة تفرض على الإنسان هذا الطريق أو ذاك أبداً.

لقد جعل الله سبحانه وتعالى الإنسان كائناً قابلاً للخير والشر وللهدى والضلال، فما حصل من تدهور ليس غصباً عنك، وإنما هو باختياركِ؛ وإنما الأمر كما قال سبحانه وتعالى: {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ} [الحديد:14] فكري! البداية من عندكِ، يمكن أن تكون بداية بسيطة لم تتوقعي أن تصل إلى هذا الحد، ولكنها تطورت وتطورت حتى صارت القضية تدهوراً مثلما تقولين أنتِ في السؤال.

فعليك أن تبدئي طريق الخير والصلاح بنفس الطريقة، وتحرصي على إنقاذ نفسكِ سريعاً، لأن الإنسان إذا لم يعجل بإنقاذ نفسه فإنه يمكن أن يصل إلى الحالة التي يسمونها أحياناً الإدمان، فيكون مدمناً على شيء يصعب منه الخلاص؛ مثل المدمن على المخدرات -والعياذ بالله- يعرف أنه خطأ وجريمة وموت وهلاك في الدنيا والآخرة، ومع ذلك لا يستطيع؛ لأن هناك دافعاً قوياً وهو الإدمان، (العادة الآسرة) حتى الجسم اعتاد، حتى الدم تعود على هذه الأشياء، فكذلك المكالمات الهاتفية قد تتحول إلى إدمان، الغيبة والنميمة قد تتحول إلى إدمان، النظر قد يتحول إلى إدمان، مشاهدة التلفاز قد يتحول إلى إدمان.

وقد تكون القضية بداية بسيطة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015