الزواج وعوائقه

Q إن الفطرة تجذب الرجل للمرأة وبالعكس، ولا يوجد من طريقٍ حلال إلا الزواج لإشباع هذا الميل، ونحن معشر الشباب الصالح إن شاء الله، نحرص على سلوك هذا السبيل؛ لكن ما قولكم فيمن يضع العراقيل في هذا السبيل كإكمال الدراسة الجامعية، أو تأمين المستقبل كما يقوله البعض، كأنهم لم يثقوا بوعد الله؟

صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [النور:32] فالزواج من أسباب الغِنى، وهذا أمرٌ مجرب، فالله عز وجل وعد الفقير إذا نكح بقصد الإعفاف أن يغنيه، وهذا أمرُ مشاهد؛ ومن أسباب الغنى: أن الرجل بعد الزواج يشعر بالمسئولية، وأنه أصبح رب أسرة، ولابد أن يعتمد بعد الله على نفسه، فيجد ويجتهد في تحصيل الاستغناء المالي.

الأمر الآخر: أن الإنسان يجب أن يحرص على ترتيب الأولويات، فأغنى شيء على الإنسان دينه، كثيرٌ جداً من الشباب يشتكون من قضية ما يسمى بالعادة السرية، ويتكلمون كلام الإنسان اليائس، الذي يشعر بأنه تاب ثم وقع، تاب ثم وقع، حتى إن بعضهم ينذر على نفسه أن يقلع فلا يقلع، وبعضهم يقع في أشياء مُتعبة جداً، بسبب تكرر حصول هذا الأمر منه؛ لأنه ما أشبع هذه الغريزة الفطرية.

فدينك أيها الشاب أغلى عليك من كل شيء، وعليك أن تفكر جدياً في حماية دينك، ولو على حساب أشياء أخرى؛ ولله در ذلك الصحابي الذي كان بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاءت امرأةٌ فأهدت نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم، فصوب إليها النظر، فكأنها لم تعجبه، فقال الرجل: {يا رسول الله! زوجني إياها إن لم تكن إليك بها حاجة، فقال له: أصدقها، ذهب يبحث فما وجد، قال: التمس ولو خاتماً من حديد، فما وجد، قال للرسول: إزاري هذا قال: إن أعطيت لها إزارك، بقيت ولا إزار لك ثم سأله إن كان يحفظ شيئاً من القرآن، فقال: زوجتك بما معك من القرآن} أي أن تعلمها شيئاً من القرآن.

فذلك رجل يدرك أن قضية الزواج مهمة، إلى درجة أنه مستعد أن يخلع إزاره ليكون مهراً للمرأة؛ وآخر تزوجها بنعليه، طبعاً ذلك المجتمع كان فيه فقر؛ لكن المقصود أن أولئك كان يدركون أن قضية الزواج قضية أساسية، ويجب العمل على إزالة العوائق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015