Q ما رأيكم في ظاهرة كثرة وهي خروج المرأة إلى الأسواق وخاصةً يوم الجمعة، الذي اعتادت النساء الخروج فيه من غير داعٍ لذلك ولا ضرورة؟
صلى الله عليه وسلم أدب الله عز وجل أفضل النساء -زوجات نبيه صلى الله عليه وسلم، الطاهرات- بقوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب:33] فالمسلمة مطالبة بالقرار في بيتها؛ وأعجب أشد العجب، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لزوجاته بعد أن حج بهن: {هذه، ثم لزوم الحُصر} أي أنه بعد الحج، المرأة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تلزم بيتها.
فالمسلمة مملكتها البيت، لا تخرج إلا لحاجة، وإذا خرجت فتخرج متسترة، غير متطيبة ولا متزينة؛ فالمرأة تفتن وتفتتن، والرجل إذا نظر إلى المرأة؛ تصيبه الفتنة والتأثر قل أو كثر، حتى إن كثيراً من الرجال يتحدثون، أن أحدهم قد يرى زوجته؛ وهو يعلم أنها زوجته، فلا يلتفت إليها، ولا يأبه بها؛ لكن إذا لبست ثيابها، وتنكرت، ورآها من دون أن يعلم أنها زوجته ثارت في نفسه مشاعر شديدة وقوية، فالمرأة تفتن من رآها وقد تفتتن هي، وخاصةً إذا كانت متجملة متطيبة، وهي شابة، كما هو واقع كثيراً ممن يخرجن للأسواق، فلتتقِ الله المرأة المسلمة في نفسها، ولتتقِ الله في إخوانها المسلمين، وعليها إن اضطرت للخروج أو احتاجت إليه أن تخرج بثيابٍ متبذلة وهي تفلةٌ كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: من تخرج للمسجد، وأن تُخفي جميع محاسنها، تُخفي وجهها، تُخفي نحرها تُخفي ذراعيها تُخفي قدميها؛ فإن هذا كله من كمال التستر… ولا شك أن الرجل حين يرى المرأة وقد غطت ذراعيها وكفيها وقدميها؛ يشعر أنه أمام امرأة مؤمنة متدينة صالحة، خرجت لغرض؛ فيشعر بالإكبار والإجلال لهذه المرأة؛ ولا يفكر أو يهم بالنظر إليها، وهذا شعور من المؤكد أنه يثور لدى كثيرٍ من الناس، حتى لَدى الفُساق.