في الجزء الأول صفحة (111) عد أصحاب العقبة من المنافقين الذين حاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، وسرد قائمةً بأسماء هؤلاء المنافقين، وفي صفحة (191) من نفس الجزء، حديثٌ يروى بالإسناد عن العبادلة الأربعة رضي الله عنهم، ولا بأس أن يساق يقول وعن العبادلة -كذا في أعلى الصفحة- وعن العبادلة ابن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {القاص ينتظر المقت -الواعظ أو المحدث- والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأةٍ عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عبد الله بن مجاهد بن جبر ولم أر من ذكرهما.
والمهم هنا أن هذا الحديث يعتبر من الطرائف، لأنه من رواية العبادلة جميعاً، عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عمر وابن عباس وابن الزبير.
وفي (1/65) ذكر حديث ماشطة ابنة فرعون، وهو حديثٌ طريفٌ وله طرقٌ كثيرة وبعضها في السنن -في سنن ابن ماجة وغيره- ومن طريق جماعةٍ من الصحابة، وأذكر لكم طرف الحديث لأنه حديثٌ عجيبٌ وغريب وفيه عبر، عن ابن عباس رضي عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لما كان ليلة أسري بي أتيت على رائحةٍ طيبة، فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قلت: وما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط لابنة فرعون ذات يومٍ، إذ سقط المدراء من يدها -والمدراء هو المشط- فقالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذاك؟ قالت: نعم، فأخبرته ودعاها، وقال: يا فلانة وإن لك رباً غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر بنقرةٍ من نحاس -القدر- فأحميت، ثم أمر أن تلقى هي وأولادها فيه، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوبٍ واحد فتدفننا جميعاً، قال: ذلك علينا من الحق، قال فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مُرضَع كأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت، قال ابن عباس: تكلم في المهد أربعة: عيسى بن مريم عليه السلام، وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون} رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط، ولكن هذا الحديث وإن كان فيه ضعفٌ، فله شواهدٌ عن جماعةٍ من الصحابة.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.