تنبيه هام

ويبقى أن أنبه إلى أن ابن الأثير أضاف إلى الكتب الستة، الزيادات التي زادها رزين بن معاوية العبدي فهو يذكرها في الأخير ويقول: خرجه رزين، وغالب هذه الأشياء التي خرجها رزين ضعيفة أو موضوعة أحياناً.

أذكر لكم نموذجاً واحداً منها، يقول: الكتاب الخامس في الاعتكاف -والذين طبعوا الكتاب رقموا الأحاديث فرقم الحديث (119) - ثم يقول لك: (خ/ م / ط/ د/ ت / س) أي أن الحديث في البخاري ومسلم ومالك في الموطأ وأبي داود والترمذي والنسائي.

عن عائشة رضي الله عنها: {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه بعده} هذا اللفظ غالباً يكون أحد ألفاظ الصحيحين أو كليهما، ثم يقول لك وفي رواية: {كان يجاور العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان} وفي روايةٍ، وفي أخرى، ورواية في الموطأ وله في أخرى عن عائشة وأخرجه أيضاً قال إلى أن ينتهي من الروايات، بعد ذلك يأتيك شرح غريب الحديث، يعتكف مثلاً، العكف هو الحبس، يجاور، تحروا إلى آخره.

وهكذا في آخر باب الاعتكاف لو فرض أنه وجد حديث عند رزين لم يخرجه أحد ذكره، لكن لم يوجد شيء لكن في الكتاب الذي بعده وهو إحياء الموات مثلاً، آخر حديث وهو في صفحة (351) الحديث رقم (136) عن سعيد بن زيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {من أحيا أرضاً قد عجز صاحبها عنها وتركها بمهلكةٍ فهي له} يقول: هذا في كتاب رزين ولم أجده في الأصول، وهذه الزيادات التي أضاف رزين كما قلت الغالب عليها الضعف، ولا تعتمد إلا إذا كانت في شيءٍ من أصول الإسلام، أو تكلم العلماء عليها بالتصحيح.

سبحانك الله وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015