نقد الأشخاص

النوع الثاني هو: نقد الأشخاص.

ولست أعني بالأشخاص: الأفراد، فلان أو علان، لا، قد يكون الشخص عبارة عن شخص معنوي -كما يقال- دولة، أو جماعة، أو مؤسسة، وقد يكون فرداً بعينه.

فالكثير يهتمون بالأول - النقد العام - ولا يهتمون بالنقد الثاني، ويقولون: لا داعي لذلك.

والواقع أنه لابد من الاثنين معاً، لماذا؟ لأنك حين تتكلم عن المظاهر المنحرفة، فتقول: من الناس من يفعل كذا ومنهم، ومنهم.

قد يخرج الناس وكل واحد منهم لا يعتقد أنك قصدته، ولا يدري ولا يغير الخطأ؛ لأنه يظن أنه غير مقصود، يخرج الجميع، وكل واحد منهم يظن أن المقصود غيره، ولعلنا نحن الحضور نموذج في كثير من الأحيان لذلك، قد نخرج ونظن أن المخاطب غيرنا، ولذلك لابد في كثير من الأحيان من النقد التشخيصي المباشر، دون حاجة إلى ذكر أسماء، أو أمور معينة، إلا بقدر الحاجة إلى ذلك.

وهذا النقد أقول: إنه لابد منه؛ لأنه أقرب إلى تحصيل المصلحة، وإزالة الخطأ، وتحقيق الصواب.

بعض الناس يقول: لماذا ينتقدني فلان؟ لو سمع نقداً مجملاً، لكنه ظن أنه مقصود؛ لأنه يسمع بحساسية.

أولاً ما الذي جعلك تظن أن فلاناً يقصدك؟ إلا وجود الخطأ عندك.

إذاً تنبه لهذا الخطأ، الأمر الثاني: أنه كان يجب أن تقول لو لم ينتقدك لماذا لم ينتقدني؟ لأنه كرامة أن يهدي إليك أخوك المسلم عيباً، سواء أهداه بطريقة صحيحة أم غير صحيحة، فالمسلمون نصحة والمنافقون غَشَشَه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015