أهمية النقد الذاتي

ونقد الإنسان لنفسه وهو ما يسمى بالنقد الذاتي، أمر مهم جداً؛ لأنه دليل على شجاعة الإنسان وتحرره من عبوديته لنفسه، واستعداده للتغيير والإصلاح.

أما النقد من الآخرين فإنك قد تقبله أولا تقبله، لكن إن كان من نفسك، فمعناه أن لديك استعداداً أصلياً للقبول، وإذا قبلت نقد الآخرين فقد تقبله، وقد تصر على ما أنت عليه، وتقول: هذا لا يهمني هذا أمر سهل.

إذاً النقد الذاتي، أهميته أولاً: أنه دلالة على الشجاعة، وقدرة الإنسان على التصحيح.

ثانياً: أن الإنسان في بعض الأحيان أقدر على ملاحظة نفسه، وربما أمور لا يستطيع الآخرون أن يدركوها أنت تدركها، وعلى سبيل المثال مقاصدك الداخلية، ونياتك ومراميك وخلجاتك وأهدافك، وأسرارك وخواطرك، هذه لا يدركها الآخرون، ومعنى ذلك أن في النفس جوانباً ربما لا يملك الناس أن ينتقدونك فيها، ولكنك أنت تملك أن تكتشفها بنفسك وتصححها.

كما أن نقد الإنسان لذاته، أو نقد الأمة أو الجماعة أو الدولة لذاتها، يوجه طاقة الإنسان وجهة سليمة، بحيث يشغله عيبه عن عيوب الناس {وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس} أما أن يكون الإنسان يبغي للبرآء العيب، ويشتغل بعيب الناس وينسى عيبه، فهذا -لا شك- دليل على مرض مستتر موجود في ذاته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015