الخاتمة

أختم هذه المحاضرة بالإشارة إلى قضية أساسية جداً، يتعرض لها الشباب: وهي أن الشاب يحس بالاستقلالية عن بيته ومجتمعه، ويحس بعدم الارتباط بما حوله، ولذلك فهو مستعد للتخلي عن جميع الأشياء التي وجد عليها أهله وبيئته، ومستعد لتقبل جميع الأشياء التي يعرف أنها أشياء صحيحة، ولذلك نجد كما سبق أن أتباع الأنبياء كانوا شباباً؛ لأن الشاب غير متعصب لموروثات الآباء والأجداد، بخلاف كبير السن فهو في الغالب متمسك بالأشياء التي ورثها، ومتعصب لها، وهذه القضية سلاح ذو حدين، يمكن أن يستفيد منها الشاب وقرناؤه الطيبون وقدوته الحسنة، في توجيهه نحو المعلومات الصحيحة عن الدين.

ولذلك مثلاً إذا علم الشاب أن الطريقة الصحيحة في الصلاة هي كذا وكذا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بهذه الطريقة، فيضع -مثلاً- يده اليمنى على يده اليسرى على صدره أثناء القيام وبعد القيام من الركوع، فإن الشاب لا يجد أي صعوبة في تطبيق هذه السنة، لكن الشيخ الكبير السن، فمهما اقتنع بأن هذا صحيح، يصعب عليه أن يمتثل ذلك، في كثير من الأحيان، ويجد نفسه مقوداً إلى تطبيق الأشياء التي اعتادها والتي وجد عليها من حوله، وهذه مزية عند الشاب، تدعو إلى ضرورة حرص الشاب ومن حوله على تلقي المعلومات الصحيحة عن الدين.

ومن الجانب الآخر: فإن الشاب لو تلقى معلومات منحرفة عن الدين -مثلاً- فإنه يتمسك بها ويسهل عليه قبولها، ولو تلقى أفكاراً منحرفة ومبادئ وضعية، كالمبادئ التي يدعو إليها أهل الضلالة، من الشيوعيين أو الاشتراكيين أو القوميين، فأنه يتقبلها بسهولة أيضا.

فهذه القضية سلاح ذو حدين، فعلى الشاب أن ينتبه لهذا من نفسه، ويحرص على تلقي العلم الصحيح، وعلى الحرص على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى التأسي بالقدوة الصالحة.

وأرجو أن تسامحوني على هذه الإطالة؛ لأنني أحببت أن أعرض الموضوع بشكل متكامل، وأستغفر الله لي ولكم، وأشكركم على حسن إنصاتكم، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015