Q إلى متى توجد المجلات الفاسدة؟ وهذا سؤال مشابه، يقول: قلت: لا مكان للعلمانية، ونسأل الله ذلك، لكن الملاحظ أن البلاد تعج بكثير من المغريات على شكل مجلات هابطة خليعة، وكتب مملوءة بالأفكار العلمانية الصريحة، وغيرها كثير، وهذه الأشياء متوفرة في كل مكان، ويقرؤها كثير من الشباب غير الواعي، مما يكون له أثر سلبي، لماذا لا تصدر مجلات إسلامية من عندنا لترد على أي مخرب، وليعي الشباب المسلم ما يدور حوله؟
صلى الله عليه وسلم إن الدعوة لإصدار مجلات إسلامية أو جرائد إسلامية أصبح مطلباً ملحاً، واجهني في عدد من البلاد التي زرتها، خاصة بعد الأحداث الأخيرة، أحداث الخليج، ثم بعد الأحداث الداخلية، أما وجود هذه المجلات الخليعة، فلا شك أن المسئولية عندنا على شقين: الشق الأول على ولاة الأمر، ولا شك أن دخول مثل هذه المجلات لا يجوز، لما فيه من تعريض المؤمنين للخطر والفتنة سواء الفتنة، في أديانهم بما فيها من الشبهات، أو الفتنة في أخلاقهم بما فيها من الشهوات، التي تدعو إلى الرذيلة، ولا شك أن مجرد النظر إلى تلك الصور فيه من الفتنة ما فيه، وكثير منها تتاجر بصورة المرأة، لا تملك أكثر من هذا، وكلما كانت المرأة، التي في الغلاف أجمل كانت المبيعات أكثر، هذا كل ما عندهم، أفلسوا من كل شيء، وأصبحوا يدغدغون عواطف الشباب ومشاعرهم، برسم صور الجميلات على أغلفة المجلات.
أما المسئولية الثانية وهي تعنينا الآن، لأنه ليس هناك داعٍ أن نقول: لماذا توجد؟ ثم نقف متفرجين! هو أن نكون نحن إيجابيين في التغيير، وأعلم أيها الإخوة عدداً من البلاد أغلقت محلات الغناء فيها أبوابها عن آخرها، أكثر من بلد، لماذا؟ لأن أهل البلد تضافروا وتعاونوا على إزالة هذه المحلات بالنصيحة، فأثرت النصيحة في جماعة من هؤلاء، وتركوا المحلات، بعضهم أراد أن يبيعها فاشتروا منه وأغلقوه، أو حولوه إلى محل لبيع المواد الطيبة المفيدة، وبذلك أصبح لا يوجد فيها محل للغناء، أماكن أخرى لا تجد فيها مجلات سيئة، حتى أصحاب المحلات مثلاً، صار أهل البلد نتيجة التوعية والدعوة، صاروا يشترون بضائعهم من عند صاحب البقالة الذي لا يبيع الدخان، لا يبيع المجلة السيئة، ولا يبيع الشريط السيئ المنحل، ولا يبيع مجلات الأزياء، حتى إن أحدهم يأتي إلى البقالة مثلاً فيشتري بضاعة بأربعمائة ريال، فإذا اشتراها رفع رأسه فقال: هاه سبحان الله! تبيع الدخان! لا نأخذ شيئاً، خذ بضاعتك، أبقها عندك، لا يشتري، يذهب ويتركها، فيصاب هذا بصدمة.
مرة من المرات قال أحدهم: نحن لا نحب أن نبيعها، لكن لأجل الزبائن، لكن قلت له: أنا لست من الزبائن؟ تجاملهم ولا تجاملني؟ أنا أترك بضاعتك، إذاً نستطيع إذا كان كل واحداً منا إيجابياً، فقط نريد منكم شيئاً واحداً هو أن نكون إيجابيين جميعاً، لا نلقي بالمسئولية على أحد، ثم نمشي ونقول انتهينا: لا، نريد من كل واحد أن يكون إيجابياً بقدر ما يستطيع.