ضرورة العمل الجاد

الأمر الثاني: هو ضرورة العمل الجاد، فإن سنة الله عز وجل أنه لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى، لا في الدنيا ولا في الآخرة، والله لا يضيع أجر المحسنين، كما أن الله عز وجل لا يصلح عمل المفسدين، فهؤلاء مفسدون، عملهم في ضياع وفي بوار، أما المؤمنون الصادقون الصالحون فليعلموا أن عملهم في الدنيا والآخرة محفوظ: {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:104] .

إخوتي الكرام! إن هذا التاريخ الذي سمعناه عن تركيا وعن غيرها من البلاد الإسلامية التي سقطت في أيدي العلمانيين يعيد نفسه.

ومن وعى التاريخ في صدره أضاف أعماراً إلى عمرهِ فينبغي أن نتعظ بغيرنا، وأن ندرك جيداً الخطط التي يبرمها علمانيو هذه البلاد للهيمنة على المجتمع، وجره إلى التعاسة والشقاء، ومحاولة مسخ دين هذا البلد وعقائده وأخلاقه، بل وحتى عاداته الاجتماعية، وجعله قطعة من بلاد الغرب التي فيها درسوا، والتي من ألبانها رضعوا.

أسأل الله عز وجل أن يكفي المسلمين شرهم، وأسأله -جل وعلا- أن يفضحهم وأن يكشف عوارهم للمسلمين عامة حتى يحذروهم، ويدركوا خطرهم، كما إني أسأل الله تعالى وأتوسل إليه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، أن يجعل في قلوب المؤمنين الحماس والرغبة الصادقة في العمل الجاد لما يرضيه، وفي الجهاد الصادق في سبيله، وفي قول كلمة الحق، وفي الدعوة إلى الله تعالى، وفي جمع الكلمة، وفي بذل النصيحة، وفي محاولة رد كيد الكائدين، سواء كانوا من العدو الداخلي المستتر، أم من العدو الخارجي المعلن، وأسأله تعالى أن يكلل العاملين بالنجاح، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص؛ إنه على كل شيء قدير، وأستغفر الله تعالى لي ولكم ولسائر المسلمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015