تحريك الوضع الاجتماعي

من أساليبهم تحريك الوضع الاجتماعي، من خلال اللعب بورقة اسمها المرأة، بوصف المرأة مؤثراً قوياً في هز المجتمع من وجهين: الوجه الأول: جر المجتمع إلى الخراب، ومسخ هويته، فإن المجتمع الذي فسدت فيه المرأة قُلْ: عليه السلام، أي مجتمع يستطيع أن يحافظ على استقامته وصلاحه، والمرأة تبدو سافرة كاشفة تذهب وتجيء بالروائح الجميلة النفاذة، وقد كشفت عن حسنها وجمالها، وتعرضت للغادين والرائحين، وحاولت أن تفتن الرجال؟! كم من العزائم الصلبة تستطيع أن تقف أمام هذا الإغراء؟! ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: {فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} .

إذاً: إفساد المرأة هو إفساد للمجتمع، ومن جهة أخرى فإنهم يعرفون أن البدء بموضوع المرأة يعتبر تمزيقاً لوحدة المجتمع، وذلك أن قضايا المرأة والأمور الاجتماعية من الأشياء الحساسة، التي تستثير في كثير من الأحيان ليس المتدينين فحسب، بل أصحاب النخوة والغيرة والشهامة والمروءة، حتى من غير المتدينين، فرب إنسان يغضب غضبة الأسد الهصور لو رأى امرأته -مثلاً- أو بنته أو أخته أو قريبته سافرة، أو رآها مع رجل أجنبي، أو رآها تمارس بعض ما لا يليق بالمروءة وبخصال المروءة وخصال الفطرة، فهم بذلك يعملون على تمزيق المجتمع وتفتيت وحدته، وتحويل الأمة إلى أمتين، وهم وإن فعلوا ذلك بقصد الإفساد إلا أنهم يسعون إلى حتفهم بظلفهم، فإن هذه البلاد وغيرها من بلاد الإسلام لا تزال تعلن صباح مساء أنها لا تريد إلا الإسلام، وأن كل صوت يرتفع بغير الإسلام في هذه البلاد وفي غيرها، فهو صوت آيل إلى الزوال والفناء، وأن كل راية ترفع غير راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فهي راية منكسة، هذه البلاد قالتها: إنها لا تريد إلا الإسلام، والله عز وجل قاله، ورسوله صلى الله عليه وسلم بين لنا أن هذه البلاد للإسلام، منها بدأ الإسلام وإليها يعود.

فكم حاولوا إطفاء نور كتابه لكنه أبقى على الأزمان كم حاولوا وكم مكروا، فكان كيدهم في نحورهم، استجابة لدعاء المؤمنين الذين يقولون صباح مساء: (اللهم إنّا نعوذ بك من شرورهم، وندرأ بك في نحورهم) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015